(٢) انظر هذا وزِنْه، فإنه لم يقل هذا خير من عشرة أو مائة أو ألف مثله بل قال من ملء الأرض من مثله، ما ذاك إلا لفقره وانكسار قلبه وحضوره مع ربه في أكثر الأوقات. (٣) أو للشك وحفالة وحثالة بالفاء والثاء بمعنى وهي في التمر رديئه وما يبقى بعد الأكل منه، وحثالة الشعير: قشره أو رديئه الذي يسقط عند غربلته، فخيار الناس وصالحوهم من كل قرن يموتون أولا فأولا ويبقي أسافل الناس وسقطهم لا يبالي بهم ربنا تعالى ولا ينظر إليهم نظرة واحدة بل يتركهم في أي واد يهلكون، ومن هذا: إنما يعجل بخياركم. (٤) فمن رزقه الله بيتًا يكنه ويستره، وزوجة يأوي إليها وتؤنسه، وخادمًا يقف أمامه ويخدمه فهو رفيع الكرامة كالملوك، فعليه حمد الله وشكره خالق النعم وربها ومانحها. (٥) القوت: ما يسد الرمق، فما طلبه النبي ﷺ لأولاده وزوجاته إلا لعلمه أنه خير لهم. (٦) الكفاف كالعفاف: ما يكف الحاجات ويدفع الضرورات، وسبقت هذه في فضل التعفف من كتاب الزكاة. (٧) اطلعت في الجنة أي كشف لي عنها في اليقظة كما سبق في صلاة الكسوف أو ليلة الإسراء أو في النوم فرأيت أكثر المنازل فيها للفقراء، واطلعت في جهنم فرأيت أكثر منازلها للنساء.