للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «قُمْتُ عَلَى باَبِ الْجَنَّةِ فَإِذَا عَامَّة مَنْ دَخَلَهاَ الْمَسَاكِينُ (١) وَإِذَا أَصْحَابَ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ إِلا أَصْحَابُ النَّارِ (٢) فَقَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ» وَقُمْتُ عَلَى باَبِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهاَ النِّسَاءُ (٣)، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيَّ قَالَ: «يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغنِيَائهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ وَهُوَ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ» (٤).

• عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيِّ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ ياَ رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِنَّهُمْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا، ياَ عَائِشَةُ لَا تَرُدِّي الْمِسْكِينَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ياَ عَائِشَةُ أَحِبِّي الْمَسَاكِينَ وَقَرِّبِيهِمْ فَإِنَّ اللَّهُ يُقَرِّبُكِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (٥).

وَقَالَتْ عَائِشَةُ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ : «ياَ عَائِشَةُ إِنْ أَرَدْتِ اللُّحُوقَ بِي فَلْيَكْفِكِ مِنَ الدّنْياَ كَزَادِ الرَّاكِبِ وَإِيَّاكِ وَمُجَالَسَةَ الْأَغْنِيَاءِ وَلَا تَسْتَخْلِقِي ثَوْبًا حَتَّى تَرْقَعِيهِ» (٦)،


(١) هذا تمثيل وإلا فالدخول بالأشباح لا يكون إلا في الآخرة.
(٢) أصحاب الأموال والمناصب والحظ والجاه في الدنيا محبوسون للسؤال والحساب ومن يستحقون النار بكفرهم أو عصيانهم دخلوها.
(٣) أكثر أهل النار النساء هذا أولا وبعد تطهيرهن يدخلن الجنة لأنهن زوجات لأهلها وقيل الكثرة في النار من نساء الدنيا والكثرة في الجنة من نساء الجنة أي الحور العين لرواية مسلم: أقل ساكني الجنة النساء.
(٤) وفي رواية: فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة سنة، فقراء المهاجرين مع أغنيائهم كغيرهم مع أغنيائهم.
(٥) المراد بهؤلاء المساكين الفقراء الأتقياء الراضون عن الله تعالى الخاضعون لجلال الله المنكسرة قلوبهم هيبة وخشية من الله تعالى، نسأل الله أن يحملنا منهم آمين وأن يحشرنا في زمرتهم آمين.
(٦) فلا تعدى ثوبا خلقا وتتركيه حتى ترقعيه وتلبسيه مرة أو مرات فإنه يكسر النفس ويحزن الشيطان وسبب في التواضع ورضاء الله تعالى، واحذرى مجالسة الأغنياء فإنها تقسي القلب وتنسي الرب جل شأنه، فانظر معي أيها المسلم إلى فضل الفقر وكيف خاطب الله تعالى نبيه حينما همّ بطردهم أحيانا في الحديث الأول وانظر إلى وعد النبي بملازمة الفقراء لمن حلف أنه يحبه في الحديث الثاني، وانظر إلى اختيار النبي لعدم الغني بالمال في الحديث الثالث، وانظر إلى غبطه للفقير في الحديث الرابع، وانظر إلى تفضيله الفقير الواحد على ملء =

<<  <  ج: ص:  >  >>