للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَتِيقٌ فَقَالَ النَّبِيُّ : «إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا وَلَا خَلِيفَةً إِلا وَلَهُ بِطاَنَتاَنِ (١) بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهاَهُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَبِطاَنَةٌ لَا تَأْلُوهُ خَباَلًا (٢) وَمَنْ يُوقَ بِطَانَةَ السُّوءِ فَقَدْ وَقِيَ (٣)».

• وَعَنْهُ أَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ جُوعٌ فَأَعْطَاهُمْ رَسُولَ اللَّهِ تَمْرَةً تَمْرَةً (٤).

• عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ (٥) وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبِط بِلَالٍ».

وَقِيلَ لِسَهْلٍ : أَكَلَ النَّبِيُّ النَّقِيَّ الْحُوَّارَي (٦) فَقَالَ: مَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ النَّقِيَّ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ فَقِيلَ لَهُ: هَلْ كَانَتْ لَكُمْ مَناَخِلُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا كَانَتْ لَناَ مَناَخِلُ» قِيلَ: فَكَيْفَ كنْتُمْ تَصْنَعُونَ فِي الشَّعِيرِ قَالَ: «كُنَّا نَنْفُخُهُ فَيَطِيرُ مِنْهُ مَا طَارَ ثُمَّ نُثَرِّيهِ فَنَعْجِنُهُ (٧)» رَوَى هذِهِ الْأَرْبَعَةَ التِّرْمِذِيُّ (٨)، نَسْأَلُ اللَّهَ تَماَمَ الْقَناَعَةِ وَالرِّضَا آمِين.


(١) خليفة: هو الرسول، قال الله تعالى ﴿يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ﴾.
(٢) لا تقصر في الشر والفساد فعلا وإيحاء.
(٣) ومن يتحفظ من حاشية السوء فإن الله يحفظه.
(٤) لكثرة القوم وقلة التمر والزاد.
(٥) هذا أولا حينما كان الإسلام غريبًا والمسلمون قليلين وإلا فقد بلغ بعد ذلك من العز نهايته.
(٦) الخبز النقي أي الصافي، الحوّاري أي الأبيض كالخبز من دقيق البر ونحوه، والحوارى بضم فتشديد فقصر: لب الدقيق الأبيض.
(٧) نثرِّيه - كنزكيه - أي نبله بالماء فنعجنه ونخبزه، وفيه أن المناخل لم تكن في زمنه ، ولكنها حدثت بعده فهي من المحدثات والبدع المباحة كشأن ما حدث لتحسين المطعومات والملبوسات ونحوها.
(٨) الأول والرابع بسندين صحيحين.

<<  <  ج: ص:  >  >>