للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ (١).

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ (٢)».

• عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ ياَ رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: «الْأَنْبِياَءُ ثمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ (٣) فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ (٤)».

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ الْوَجَعَ عَلَى أَحَدٍ أَشَدَّ مِنْهُ عَلَى رَسُولَ اللَّهِ (٥).

• عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوَبةَ فِي الدُّنْياَ (٦) وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (٧)».

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رضي فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ (٨)».

• عَنْ سَعْدٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ رِضاَهُ بِماَ قَضَى اللَّهُ لَهُ، وَمِنْ


= الصنوبر، وفي رواية: مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع (العود اللين منه) تفيئها. تميلها الريح مرة وتعدلها أخرى، والمراد أن المؤمن كثير البلاء في دنياه بخلاف الكافر والمنافق.
(١) ولكن مسلم في صفة القيامة والبخاري في الطب.
(٢) في نفسه وولده بالأمراض أو موت الأولاد، وماله بنقصه أو إتلافه حتى يلقي الله طاهرا من الذنوب، وهذه حكمة كثرة البلاء وقد يكون لرفع درجات من لا ذنوب لهم كالأنبياء والأولياء في الحديث الآتي.
(٣) دينه صلبًا أي قويا، وفي دينه رقة أي ضعف.
(٤) فأعظم الناس بلاء الرسل فالأنبياء فمن يليهم في الدرجة والقرب من الله تعالى كالأولياء والخيار من الناس والأتقياء ليعظم أجرهم.
(٥) فلما كان محمد رسول الله أفضل الخلق وأعظمهم شأنا ومقاما عند الله تعالى كان بلاؤه أعظم من بلاء غيره ومرضه أشد من مرض غيره ليعظم أجره عن غيره.
(٦) بهمومها وبلائها فتطهره أولا فأولا.
(٧) فيعاقبه فيها وعقابها أشد وأعظم.
(٨) فسخطه على حكم الله تعالى وما قدره له من خير أو شر شقاء عظيم كأنه نسب لله الجهل أو الجور مع أن الله لا يفعل إلا ما فيه المصلحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>