للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَقَاوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَةَ اللَّهِ، وَمِنْ شَقَاوَةِ ابْنِ آدَمَ سُخْطهُ بِماَ قَضَى اللَّهُ لَهُ (١)».

• عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافَيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَي أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْياَ بِالْمقَارِيضِ (٢)»، رَوَى التِّرْمِذِيُّ هذِهِ السَّبْعَةَ (٣).

• عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ فَقَالَ: «أَحْصُوا لِي كَمْ يَلْفِظُ الْإِسْلَامَ (٤)»، فَقُلْناَ: ياَ رَسُولَ اللَّهِ أَتَخَافُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ مَا بَيْنَ السِّتِّمِائَةِ إِلَى السَّبْعِمِائَةِ، قَالَ: «إِنَّكمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّكمْ أَنْ تُبْتَلَوْا»، قَالَ: فاَبْتُلِينَا حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا لَا يُصَلِّي إِلا سِرّاً (٥).

• عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً يُعْطَى بِهاَ فِي الدُّنْياَ وَيجْزَى بِهاَ فِي الْاخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهاَ لِلَّهِ فِي الدُّنْياَ حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْاخِرَةِ لَمْ يَكنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزى بِهاَ (٦)»، رَوَاهُماَ مُسْلِمٌ (٧).


(١) عدم رضاه بما اختار الله له.
(٢) فلا يودون هذا إلا لما شاهدوه من عظيم الثواب والعطاء لأهل البلاء.
(٣) الأخير بسند غريب والثلاثة الأول بأسانيد صحيحة والباقي بأسانيد حسنة.
(٤) أي كم شخصا دخل في الإسلام ويتكلم به.
(٥) وهذا في أول الأمر قبل كثرة الإسلام وعزة أهله.
(٦) فما عمله الكافر في دنياه لله تعالى يجازي عليه في الدنيا بدفع بلاء دنيوي أو زيادة مال أو ولد أو جاه أو منصب حتى إذا مات لم يبق معه إلا سيئاته لأن نفع الأعمال الصالحة في الآخرة مشروط بالموت على الإيمان وهذا باتفاق العلماء، قال الله تعالى ﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ﴾ وأما المؤمن فإن الله يكافئه على أعماله الصالحة في دنياه بما يراه في مصلحته من دفع شر أو جلب خير ويجازيه أيضا عليها في الآخرة برفيع الدرجات جل شأن ربنا وعلا فليس بعد هذا فضل ولا إحسان ولا عطاء فله مزيد الحمد ووافر الشكر سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك يا واسع يا عليم يا ذا الفضل العظيم.
(٧) ولكن الأول في الإيمان والثاني في صفة القيامة.
(تنبيه): سبق من هذا نبذة في باب الجنائز من كتاب الصلاة ونبذة أخرى في كتاب الطب النبوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>