للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي مَوَاضِعِهاَ فَقِصَّة إِبْرَاهِيمَ وَوَلَدِهِ إِسْمَاعِيلَ وَأُمِّهِ تَقَدَّمَتْ فِي تَفْسِيرِ الْبَقَرَةِ وَقِصَّةُ وَافِدِ عَادٍ سَبَقَتْ فِي الذَّارِياَتِ، وَقِصَّةُ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ فِي تَفْسِيرِ ﴿وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ﴾ وَقِصَّةُ ذِي الْكِفْلِ فِي التَّوْبَةِ مِنْ الْأَذْكاَرِ وَقِصَّةُ أَصْحَابِ الْغاَرِ


= ولنتكلم على ما في هذا النظم بالترتيب مستعينين بالله تعالى فنقول: أما نبينا محمد فروي أنه لما خرج من بطن أمه رفع رأسه فقال: الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، وأما يحيى فروي أنه قال لعيسى : أشهد أنك عبد الله ورسوله، وأما عيسى فكلامه ما قص الله علينا بقوله: ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا﴾، وأما الخليل فروى أنه لما سقط من بطن أمه استوى قائما فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، الحمد لله الذي هدانا لهذا، وأما مريم فكلامها في قوله تعالى إجابة لزكريا لما قال لها: ﴿أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ ومبري جريج هو الثاني في الحديث الأول، وأما شاهد يوسف فكلامه ما ذكره الله عنه بقوله ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٢٦) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ وأما طفل الأخدود فقد سبقت قصته في تفسير سورة البروج وأما الطفل الذي مر عليه بالأمة فهر الثالث في الحديث الأول، وأما طفل ماشطة بنت فرعون فإن أمه كانت مؤمنة بالله تعالى فبينما هي في وقت تمشط بنت فرعون سقط من يدها المشط فقالت: باسم الله تعس فرعون فقالت بنت فرعون أولك رب غير أبي؟ قالت: ربي وربكم الله تعالى، قالت: أفأخبر بهذا أبي؟ قالت: نعم، فأخبرته فطلب منها الرجوع إلى دينه فأبت، فأمر بأن تحمى لها بقرة من نحاس وترمى فيها فلما شرعوا في رميها تأخرت وطفلها معها؛ فقال لها: يا أماه قعي ولا تتأخرى فإنك على الحق، وأما المبارك فإنه طفل جاء به رجل من أهل اليمامة إلى النبي فقال له: من أنا يا غلام؟ قال: أنت رسول الله، قال: بارك الله فيك فسمي مبارك اليمامة، وأما نوح فإن أمه لما وضعته في الغار خوفا عليه وأرادت الانصراف قالت: وا نوحاه؛ فقال لها: لا تخافي أحدا يا أماه فإن الذي خلقني يحفظني، وأما موسى فإن أمه لما ولدته وجاءت جواسيس فرعون الذين كانوا يذبحون الأبناء خافت أمه عليه فوضعته في التنور فجاءت أخته وأوقدت التنور من غير أن تعلم أن موسى فيه فبحث الجواسيس في البيت فلم يروا شيئًا فخرجوا فجاءت أم موسى إلى التنور فوجدته مسجورا بالنار: فقالت ما نفعني الحذر أحرقتم ولدي؛ فناداها موسى: لا تخافي ولا تحزني فإن الله تعالى حفظني، فأدخلت يدها فأخرجته سالما بحفظ الله تعالى، ولم نقف على ما تكلم به يوسف .

<<  <  ج: ص:  >  >>