للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَذلِكَ الْيَوْمُ الَّذي كَسَنَةٍ أَتَكْفِيناَ فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ قَالَ: «لَا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ (١)» قُلْنَا: ياَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ قَالَ: «كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ (٢) فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ (٣) ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ (٤) وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةَ فَيقُولُ لَهَا: أَخْرجِي كُنُوزَكِ فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ (٥) ثُمَّ يَدْعُو رَجُلاً مُمْتَلِئًا شَبابًا فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطعَهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطعَهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ (٦) فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ (٧)، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنَحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأْ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللَّؤْلَؤِ (٨)


(١) ففي كل أربعة وعشرين ساعة يصلون خمس صلوات متفرقات في أزمنة بقدر اليوم العادي.
(٢) كسرعة المطر بالريح الشديدة.
(٣) ذرا جمع ذروة وهي أعلى الشيء، والضروع جمع ضرع وهو محل اللبن في الماشية، أي إذا أجابه قوم أمر السماء فأمطرتهم والأرض فأنبتتهم وعادت مواشيهم من مرعاها أحسن ما تكون في أجسامها وألبانها محنة وابتلاء لهم.
(٤) ثم يمر الدجال بقوم آخرين فيدعوهم إلى الإيمان به فلا يجيبونه فينزل المحل والقحط بهم فيصبحون لا شيء عندهم.
(٥) اليعاسيب جمع يعسوب: وهو أمير النحل المطاع فيهم أي ثم يمر الدجال بالبقعة الخراب فيقول لها أخرجي كنوزك فتخرج كنوزها تسير وراءه كما تتبع النحل يعسوبها.
(٦) أي من قطع بالسيف وقام، ولعل هذا هو السابق في حديث أبي سعيد الذي يقول حينما يحيا: والله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم وهو الخضر ، وهذه كلها ضلالات وتمويهات في أعين الناس من أثر السحر والشعبذة التي وصل فيها إلى ما لم يصل إليه غيره نعوذ بالله منه.
(٧) فينزل عيسى شرقي دمشق عند المنارة البيضاء ولعلها التي بالجامع الأعظم بدمشق الشام بين مهرودتين أي عليه حلتان لونهما كصبغ الورس والزعفران.
(٨) أي ينزل عيسى في غاية النظافة كالذي خرج من حمام يقطر الماء من رأسه وينحدر منه كحبات اللؤلؤ.

<<  <  ج: ص:  >  >>