للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَا يَحِلُّ لِكافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلا مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ (١) فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِباَبِ لُدَ فَيَقْتُلُهُ (٢)

ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمهُمُ اللَّهُ مِنْهُ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ (٣) فَبَيْنَماَ هُوَ كَذلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ (٤) لِأَحَدٍ بِقِتاَلِهِمْ فَحَرِّزْ (٥) عِبَادِي إِلَى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيقُولونَ لَقدْ كَانَ

بِهذِهِ مَرَّةً مَاءٌ (٦) وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسى وَأَصْحَابُهُ (٧) فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَي كَمْوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ (٨) ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ (٩) فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلاَّ مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ


(١) فنفس عيسى يمتد إلى نهاية بصره وكلما شمه كافر مات في الحال.
(٢) لد - كبد -. جبل بالشام أو قرية من قرى بيت المقدس أي فيذهب عيسى للمسيح الدجال فيوافقه عند باب لد فيقتله، ولمسلم والترمذي: يأتي الدجال من قبل المشرق همته المدينة حتى ينزل دبر أحد ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام وهنالك يهلك.
(٣) منه أي من الدجال فيمسح عيسى عن وجوههم ما عليها من أثر الجهاد ضد الدجال، وهذا مبالغة في إكرامهم.
(٤) وفي رواية: لا يدى لأحد بقتالهم.
(٥) أي حصن هؤلاء المؤمنين بجبل الطور فإنه قد ظهر عباد لي لا يقدر عليهم أحد من الخلق وهم يأجوج ومأجوج.
(٦) كان بهذه أي بحيرة طبرية ماء، فمن كثرتهم لا يدرون أن أولهم هو الذي شربها، وزاد في رواية: ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر - كالقمر .. وهو جبل بيت المقدس فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض هل فلنقتل من في السماء، فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما (نشاب جمع نشابة وهى السهم) فيزعمون أنهم قهروا من في الأرض والسماء قاتلهم الله.
(٧) يضرعون إلى الله تعالى أن يهلكهم.
(٨) النغف - كسبب -: دود يظهر في أنوف الإبل والغنم، وفرسى جمع فريس كقتلى وقتيل.
(٩) بعد أن كانوا متحصنين فوق جبل الطور من هؤلاء الكفرة، ولم يهلكوا بنفس عيسى محنة للمؤمنين ولأن القضاء بإهلاك هؤلاء الكفرة كان بذلك الدود.

<<  <  ج: ص:  >  >>