للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْناقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُرْسهلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَقَةِ (١) ثُمَّ يُقاَلُ لِأَرْضِ أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ (٢) فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ وَيَسْتَظِلُّونَ بقِحْفِها (٣) وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ حَتَّى إِنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإبِلِ لَتَكْفِي الْفِئامَ مِنَ النَّاسِ (٤) وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ (٥)، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ مِنَ النَّاسِ، فَبَيْنَما هُمْ كَذلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آباطِهِمْ فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ (٦) وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهارَجُونَ فِيهاَ تَهاَرُجَ الْحُمُرِ فَعليْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ (٧)، رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ.


(١) فيرسل الله مطرًا شديدًا لا تحفظ منه الخيام ولا البناء فيغسل الأرض حتى تصير كالمرآة.
(٢) يأمر الله الأرض فتخرج خيراتها من زروع وثمار وكنوز.
(٣) تأكل الجماعة من الرمانة الواحدة ويستظلون بقشرتها.
(٤) ويبارك في الرسل أي الماشية التي ترسل للمرعى حتى إن لبن الناقة يكفي الجماعة من الناس.
(٥) ولعل هذا هو الزمن الذي تقيء فيه الأرض أفلاذ أكبادها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، ولعل هذا هو الزمن الذي يمر فيه الرجل بصدقته من الذهب فلا يجد من يقبلها، ولعل هذا هو الزمن الذي لا يهم الرجل فيه إلا من يقبل صدقته كما سبق كل هذا.
(٦) هذه هي الريح اليمنية السابقة.
(٧) الهرج كالفرج: الجماع من هرج زوجته جامعها، فتكثر الشرور حتى يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما تفعل الحمير، وهؤلاء هم الأشرار وعليهم تقوم الساعة. نسأل الله السلامة والتوفيق آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>