للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيح ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ وَشَدِّ الرِّجَالَ (١) تَجْرِي بِهِمْ أَعْماَلُهُمْ (٢) وَنَبِيُّكُمْ قَائمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ حَتَّى تَعْجِزَ أَعْماَلُ الْعِباَدِ (٣) حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فَلَا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلا زَحْفًا (٤) قَالَ: وَفِي

حَافَتَي الصِّرَاطِ كَلَالِيبُ (٥) مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِه إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا (٦)»، رَوَاهُماَ مُسْلِمٌ فِي الْإِيماَنِ.

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «أَناَ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِياَمَةِ وَلَا فَخْرَ وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ وَلَا فَخْرَ وَمَا مِنْ نَبِيَ يَوْمَئِذٍ آدَمٌ فَمَنْ سِوَاهُ إِلا تَحْتَ لِوَائي وَأَناَ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ وَلَا فَخْرَ قَالَ: فَيَفْزَعُ النَّاسُ ثَلَاثَ فَزَعَاتٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَبُوناَ فاَشْفَعْ لَناَ إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ: إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا أُهْبِطتُ مِنْهُ إِلَى الْأَرْضِ (٧)، وَلكِنِ ائْتُوا نُوحًا فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ: إِنِّي دَعَوْتُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ دَعْوَةً فَأُهْلِكُوا (٨) وَلكِنِ اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَيأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ: إِنِّي كَذَبْتُ ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ (٩)» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَا مِنْهاَ كَذْبَةٌ إِلا مَا حِلٌ بِهاَ عَنْ دِينِ اللَّهِ تَعَالَى (١٠): وَلكِنِ ائْتُوا مُوسَى فَيَأْتُونَ مُوسَى


(١) أي عدوهم وسرعة جزيهم.
(٢) فهذه الحال في المرور على الصراط من السرعة وعدمها ناشئة من أعمال الناس.
(٣) غاية لتجرى أي تجري بهم أعمالهم حتى يجيء بعض الناس فلا يستطيع المرور إلا زحفا.
(٤) على إلييه.
(٥) كلاليب جمع كلوب وهو حديدة معوجة الرأس.
(٦) فمن ألقى فيها لا يبلغ قعرها إلا بعد سبعين سنة.
(٧) الذنب هو الأكل من الشجرة المذكور في القرآن.
(٨) الدعوة هي قوله ﴿رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارًا﴾.
(٩) الثلاث كذبات سبقت في فضائل إبراهيم في خاتمة كتاب النبوة.
(١٠) مدافع بها عن دين الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>