للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «يُدْخِلُ اللَّهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ،

يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ بِرَحْمَتِهِ (١) وَيُدْخِلُ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ ثُمَّ يَقُولُ: انْظُرُوا مَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقاَلَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيماَنٍ فَأَخْرِجُوهُ فَيُخْرِجُونَ مِنْهَا حُمَمًا قَدِ امْتَحَشُوا فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ أَوِ الْحَيَاة فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَماَ تَنْبُتُ الْحِبَّةُ إِلَى جَانِبِ السَّيْلِ أَلَمْ تَرَوْهَا كَيْفَ تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً» رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالبُخَارِيُّ فِي الرَّقاَئِقِ.

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهاَ فَإِنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ فِيهاَ وَلَا يَحْيَوْنَ وَلَكِنْ نَاسٌ أَصَابَتْهُمُ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ أَوْ قَالَ بِخَطَايَاهُمْ فَأَمَاتَتْهُمْ إِمَاتَةً حَتَّى إِذَا كَانُوا فَحْمًا أُذِنَ بِالشَّفَاعَةِ فَجِيءَ بِهمْ ضَبَائِرَ ضَباَئِرَ (٢) فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ ثُمَّ قِيلَ: ياَ أَهْلَ الْجَنَّةِ أَفُيضُوا عَلَيْهِمْ (٣) فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ تَكُونُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ فَقَالَ بَعْضُ الْحَاضِرينَ: كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كَانَ بِالْباَدِيَةِ.

• عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلهَ إِلا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلهَ إِلا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلهَ إِلا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً (٤)»، رَوَاهُماَ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ فَلِرَبِّنَا كلُّ حَمْدٍ وَكُلُّ شُكْرٍ.


(١) فيه أن الجنة برحمة الله من خالص فضله، وسبق هذا في كتاب الزهد.
(٢) فأماتتهم إماتة. ظاهره أن العصاة إذا ألقوا في النار ماتوا موتة واستمروا على هذا حتى تنتهي مدتهم ويخرجوا لئلا يشعروا بطول التعذيب بخلاف الكفار والمنافقين، وقوله: ضبائر ضبائر أي جماعات متفرقة.
(٣) فيفيضون عليهم من ماء الجنة الذي هو من نهر الحياة.
(٤) فمن مات وهو موقن بكلمة التوحيد وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله وكان في حياته بعيدا عن العمل بالشرع فإنه يحكم عليه بالنار بقدر عصيانه فيدخلها ولكن قبل استيفاء المدة تناله شفاعة الشافعين الذين يختارهم الله له حينما يشاء الله تعالى ولكن تعجل الشفاعة لكثير الخير قبل قليله، وقال رسول الله : يقول الله تعالى: أخرجوا من النار من ذكرني يوما أو خافنى في مقام أي من ذكرني في زمن من الأزمان أو خافني في حال من الأحوال. رواه الترمذي، نسأل الله الخوف والخشية والتوفيق لدوام ذكره آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>