للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِأَهْلِهاَ فِيهاَ قَالَ: «فَجَاءَهَا وَنَظَرَ إِلَيْهاَ وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِأَهْلِهاَ فِيهاَ» قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِ قَالَ: «فَوَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهاَ أَحَدٌ

إِلا دَخَلَهَا (١) فَأَمَرَ بِهاَ فَحُفَّتْ بِالْمَكاَرِهِ (٢)» فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهاَ فاَنْظرْ إِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهاَ فِيهاَ قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهاَ فَإِذَا هِيَ قَدْ حُفَّتْ بِالْمَكاَرِهِ فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خِفْتُ أَلا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ (٣) قَالَ: «اذْهَبْ إِلَى النَّارِ فَانْظُرْ إِلَيْهاَ وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهاَ فِيهاَ فَذَهَبَ فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهاَ بَعْضًا (٤)» فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهاَ أَحَدٌ فَيَدْخُلُهاَ (٥) فَأَمَرَ بِهاَ فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ (٦) فَقَالَ: «ارْجِعْ إِلَيْهاَ فَرَجَعَ إِلَيْهاَ فَنَظَرَهَا» فَقَالَ: «وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَلا يَنْجُوَ مِنْهاَ

أَحَدٌ إِلا دَخَلَهاَ (٧)»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَاحِباَهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، نَسْأَلُ اللَّهَ التَّوْفِيقَ لَناَ وَلِلْمُسْلِمِينَ آمِين وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.


(١) سعى في أسباب دخولها.
(٢) أحاطها بما تكرهه النفوس من العبادات والطاعات فلا يدخلها إلا من قام بها.
(٣) لمشقة الذي أحاطه بها ولكنه سهل على من يسره الله تعالى عليه.
(٤) فذهب جبريل فنظر إليها فإذا هي طبقات بعضها فوق بعض تتلظى وتتلهب وعذابها أنواع وحرها شديد وكربها مزيد وعويلها لا يفنى ولا يبيد، نسأل الله السلامة لنا وللمسلمين آمين.
(٥) فكل من سمع بوصفها سعى فيما يبعده عنها.
(٦) بكل ما تشتهيه النفوس مما يغضب الله ورسوله كالزنا وشرب الخمر وأكل أموال الناس بالباطل.
(٧) لإحاطتها بالشهوات والمستلذات التي تميل النفوس إليها إلا من حفظه الله تعالى، قال الله تعالى عن لسان امرأة العزيز: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥٣)﴾. نسأل الله التوفيق لما يحب ويرضى آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>