للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بسِتَ (١) أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ (٢) وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُوراً وَمَسْجِداً وَأُرْسِلْتُ إِلَى الخَلْقِ كَافَّةً وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ (٣)». رَوَاهُ الخَمْسَةُ إِلا أَبَا دَاوُدَ.

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «أَحَبُّ البِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ البِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا (٤)». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ غَدَا إِلَى المَسْجِدِ أَوْ رَاحَ (٥) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الجَنَّةِ نُزُلاً كلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ (٦) الإِمَامُ العَادِلُ (٧) وَشَابٌّ نَشَأَ


(١) أي فضلني ربى عليهم بستة أمور.
(٢) الكلمات الجامعة للمعانى الغزيرة كحديث: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. وحديث: المرء مع من أحب. وحديث: لا تغضب. وستأتى في الأخلاق إن شاء الله تعالى، أو المراد بجوامع الكلم ما يشمل القرآن والسنة وهو أوجه.
(٣) فلا نبى بعدى إلى الساعة، قال تعالى ﴿وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ وكانت من الفضائل لاستلزامها كثرة الأتباع، ولفظ البخارى: أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء. بحذف وختم بى النبيون وأعطيت جوامع الكلم، وبزيادة وأعطيت الشفاعة، أي العظمى، وتقدمت هذه في الإيمان، والخمس لا تنافى الست، فإنه أخبر أولًا بالقليل ثم أخبر بالكثير ثانيا.
(٤) فأحب البقاع إلى الله المساجد، لأنه يعبد فيها، ولأنها بيوت الله والبيت يسمو بسمو صاحبه، وفى الحديث القدسى: إن بيوتى في أرضى المساجد، وإن زوّارى فيها عمّارها، فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارنى في بيتى، وحق على المزور أن يكرم زائره. وأبغض البقاع إلى الله الأسواق. لأنها محل الكذب والغش وميادين الشياطين، ولذا لا ينبغى المكث فيها إلا بقدر الحاجة لحديث: كن آخر من يدخل السوق وأول من يخرج منها.
(٥) فبقدر التردد إلى المساجد تكون الدرجات في الجنة، وهذا أول الأحاديث التى ترغب في محبة المساجد والسعى إليها، وإن كان هذا فيما قبله.
(٦) أي سبعة من الناس يكونون في ظل العرش يوم القيامة، وفى مقام التكريم والناس في شدة الكرب.
(٧) هو كل من تولى رياسة على جماعة، وعدل بينهم، فدخل فيه الأمير ونوابه والرجل في أهل بيته والمرأة في بيتها كما يأتى في القضاء: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته. وبدأ بالشخص العادل لأن حياته له وللناس، فإن الحاكم العادل هو الكاسر لشوكة الظلمة والمجرمين وهو سند الضعفاء والمساكين، وبه ينتظر أمر الناس، ويأمنون على أرواحهم وأموالهم وأعراضهم، وسيأتى فضل العدل في كتاب الإمامة إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>