للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالإِبِلُ (١) قَالَ: «وَلَا صَاحِبِ إِبِلٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، وَمِنْ حقِّهَا حَلْبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا (٢)، إِلا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ (٣) أَوْفَرَ مَا كَانَتْ لا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلاً وَاحِداً، تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَعَضُّهُ بِأَفوَاهِهَا، كلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيُرَى سَبِيَلُهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ (٤)، قَالَ: «وَلَا صَاحِبِ بَقَرٍ وَلَا غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، لَا يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئاً، لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ (٥) وَلَا جَلْحَاءُ وَلَا عَضْبَاءُ، تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيَلُهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إِلا التِّرْمِذِيَّ.

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعاً (٦) أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ (٧) يُطَوِّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (٨)، ثُمَّ يَأخُذُ


= وكلما بردت أحميت بالنار ثانيًا وأعيدت لطول عذابه، وخصت هذه الأعضاء لإعراضه عن الفقير بجنبه ووجهه وتوليته ظهره، وهذا في زمن الموقف فقط.
(١) أي ما حكمها بعد أن عرفتنا حكم النقدين.
(٢) أي ورودها الماء للشرب، فيندب حلبها وسقى المارة والمساكين، وهذا البيان أن الحق ليس قاصرا على الزكاة الواجبة.
(٣) القاع: الأرض المستوية، والقرقر: الأملس، أي ألقى صاحبها على وجهه أمامها على مكان واسع أملس، وهي أعظم مما كانت في الدنيا ولا يغيب منها شيء، تضر به بأرجلها، وتعضه بأفواهها، وتمر عليه كلها. ولفظ البخاري: كلما جازت أخراها ردت عليه أولاها، ليستمر عذابه طول يوم القيامة.
(٤) بنوعيه فيهما أي ما حكمهما.
(٥) العقصاء: ملتوية القرن، والجلحاء: التي لا قرن لها. والعضباء: مكسورة القرن. والمراد أن البقر والغنم سليمة القرون، فيعظم تعذيبه بها.
(٦) وهو الحية الذكر، أو الذي يقوم على ذنبه فيواثب الرجل، وربما بلغ الفارس، ووصفه بالأقرع، أي ليس برأسه شعر لطول عمره وكثرة سمه.
(٧) تثنية زبيبة أي نابان يخرجان من فيه، أو نكتتان سوداوان فوق عينيه، وهذا وصف أخبث الحيات.
(٨) بلفظ المجهول، أي يكون الشجاع كالطوق في رقبته.

<<  <  ج: ص:  >  >>