للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَمَآ آتَاكُمُ الرَّسُولُ﴾ (١) ﴿فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ﴾. وَقَالَ: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾.

• عَنْ أَبِي مُوسى عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ (٢) كَمَثَلِ رَجُل أَتَى قَوْمَهُ فَقَالَ: يَا قَوْمِ إِنِّي رَأَيْتُ الجَيْشَ (٣) بِعَيْنَيَّ وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ العرْيَانُ (٤) فَالنَّجَاء (٥) فَأَطَاعَهُ طَائِفةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَدْلَجُوا (٦) فَانْطَلَقُوا عَلَى مُهْلَتِهِمْ (٧)، وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ فَصَبَّحَهُمُ الجَيْشُ فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ (٨)، فَذلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي وَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ، وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ مَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الحَقِّ».

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (٩) شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ (١٠) حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبَ (١١) لَاتَّبَعْتُمُوهُمْ»، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ آليَهُودُ وَالنَّصَارَى (١٢)، قَالَ: «فَمَنْ» (١٣). وَفِي رِوَايَةٍ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ، قَالَ: «وَمَنِ النَّاسُ إِلا أُولئِكَ». رَوَاهُمَا الشَّيْخَانِ.

• عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ أَحْدَثَ (١٤) فِي أَمْرِنَا (١٥) هذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» (١٦).

وَفِي رِوَايَةٍ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً


(١) أعطاكم من مال وعلمكم من حكمة.
(٢) أي مع الأمة.
(٣) الذي جاء لقتالكم.
(٤) النذير: هو الذي ينذر قومه العدو فيستعدون له، وكانت عادة النذير أن يخلع ثوبه ويشير به إلى قومه وهو عريان، إيذانًا بشدة الخطر.
(٥) أي اسلكوا طريق النجاة قبل أن يدهمكم العدو.
(٦) بادروا بالسير.
(٧) ونجوا من عدوهم.
(٨) استأصلهم بالهلاك لأنهم لم يسمعوا إنذار النذير.
(٩) طرقهم وعاداتهم المنكرة الضالة.
(١٠) أي خطوة بخطوة في كل شيء.
(١١) الضب: حيوان صغير وجحره لا يسع الإنسان فهو غاية في اتباعهم في كل شيء، وفي رواية ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو الفعل بالفعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك.
(١٢) أي أهم اليهود والنصاري.
(١٣) أي لا غيرهم، فهذا إخبار عما سيحصل لبعض المسلمين من تقليد الكفار في كل شيء وهو حاصل الآن نسأل الله السلامة.
(١٤) أي ابتدع.
(١٥) في ديننا.
(١٦) فهو مردود عليه، فمن ابتدع في الدين شيئًا ليس من الكتاب ولا من السنة ولا من إجماع المسلمين فعليه ذنبه وذنب العاملين به إلى يوم القيامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>