للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمَالَ خَضرٌ حُلْوٌ، وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ هُوَ لِمَنْ أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ، وَالْيَتِيمَ، وَابْنَ السَّبِيلِ (١)، وَإِنَّهُ مَنْ يَأْخُذْهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ وَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيداً يَوْمَ الْقِيَامَةِ (٢)».

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ في وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ (٣)». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

وَلِلنَّسَائِيِّ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا فِي الْمَسْأَلَةِ (٤) مَا مَشى أَحَدٌ إِلَى أَحَدٍ يَسْأَلُهُ شَيْئاً».

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللَّهِ أَوْشَكَ اللَّهُ لَهُ بِالْغِنَى إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِلٍ، أَوْ غِنًى عَاجِلٍ (٥)». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ (٦).

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَنْ يَتَكَفَّلُ لِي أَلا يَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئاً وأَتَكَفَّلَ لَهُ بِالْجَنَّةِ»؟ فَقَالَ ثَوْبَانُ: أَنَا. فَكَانَ لَا يَسْأَلُ أَحَداً شَيْئاً (٧). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (٨).

وَقَالَ الْفِرَاسِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْأَلُ قَالَ: «لَا، وَإِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ سَائِلاً فَسَلِ الصَّالِحِينَ» (٩). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (١٠) وَالنَّسَائِيُّ.

• عَنْ سَمُرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «الْمَسَائِلُ كُدُوحٌ يَكْدَحُ بِهَا الرَّجُلُ


(١) فنعم الصاحب للمسلم المال إذا صرفه في وجوه الخير.
(٢) فالمال الحرام لا يشبع صاحبه، بل يكون شاهدة عليه في الآخرة.
(٣) المزعة - كغرفة - وحكى التثليث - القطعة، فمن يسأل الناس استكثارا فإنه يأتي يوم القيامة ولحم وجهه يتساقط، كما أراق ماءه في الدنيا من غير حاجة.
(٤) من عظيم الذل والهوان وإراقة ماء الوجه.
(٥) الفاقة: الشدة، وتطلق كثيرًا على شدة الفقر وضيق المعيشة، فمن نزلت به فاقة والتجأ إلى الناس ونسي الله تعالى لم ترفع عنه، ومن التجأ إلى الله أوشك الله له، أي أسرع له بالفرج إما بالغنى العاجل، أو بالموت فيستريح من الدنيا ويستغنى عنها.
(٦) بسند صحيح.
(٧) أي من ضمن لي ألا يسأل أحدًا شيئًا وأضمن له الجنة. قال: ثوبان أنا، فعاش طول حياته لا يسأل الناس شيئًا.
(٨) بسند صالح.
(٩) الفراسي: بالفاء من بني فراس بن مالك بن كنانة له هذا الحديث وحديث آخر فقط: قال يا رسول الله أسأل؟ بحذف همزة الاستفهام قال: لا تسأل أحدا شيئًا وتوكل على الله دائما فإنه يكفيك، وإن كان لابد من السؤال فسل الصالحين السؤال والإعطاء، القادرين عليه.
(١٠) بسند صالح.

<<  <  ج: ص:  >  >>