للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سُحْقاً سُحْقاً» (١). رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَلِلْبُخَارِيِّ بَعْضُهُ.

• عَنِ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ يَوْماً بَعْدَ صَلَاةِ الغَدَاةِ (٢) مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ (٣) وَوَجِلَتْ (٤) مِنْهَا القُلُوبُ فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ (٥) فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا (٦) يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ (٧) فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَ اخْتِلَافاً كَثِيراً (٨) وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلْفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ عَضّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» (٩).

• عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَا أُلْفِيَنَّ (١٠) أَحَدَكُمْ مُتَّكِئاً عَلَى أَرِيكَتِهِ (١١) يَأْتِيهِ الأَمْرُ مِنْ أَمْرِي (١٢) مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهِيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ لَا نَدْرِي مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهِ» (١٣).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «افْتَرَقَتِ اليَهُودُ عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً (١٤) وَتَفَرَّقَتِ النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً (١٥) وَتَفَرَّقَتْ أُمَّتِي (١٦) عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً زَادَ فِي رِوَايَةٍ ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ


(١) أي هلاكا لهم.
(٢) الصبح.
(٣) بكت منها.
(٤) خافت.
(٥) من قرب ارتحاله عن الدنيا.
(٦) تأمرنا به.
(٧) أي وإن تأمر عليكم عبد.
(٨) في الخلافة وغيرها.
(٩) الأضراس، مبالغة في التمسك بما كان عليه النبي وخلفاؤه بعده.
(١٠) أي لا أجدن أي لا ينبغي أن أرى أو أسمع عن أحدكم هذا القول.
(١١) جالسًا على سريره المزين بأنواع الحلل.
(١٢) يفسره ما بعده.
(١٣) وما ليس فيه لا نعتبره، وهذا إخبار بما ذهب إليه بعض الفرق الضالة كالخوارج والروافض الذين تمسكوا بظاهر القرآن وتركوا السنة التي بينت مجمله وأوضحت متشابهه وكشفت المراد منه، فتحيروا وضلوا عن الحق فإن السنة كثيرة وقد أمرنا بأخذها في قوله تعالى - وما آتاكم الرسول فخذوه - وفي رواية: ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته (كناية عن البلادة وسوء الفهم الناشئين عن الجهل والحماقة من سعة العيش الذي هم فيه) يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه.
(١٤) في دينهم.
(١٥) في دينهم أيضا وهذه الفرق والاختلافات معلومة للفريقين.
(١٦) أي ستفترق.

<<  <  ج: ص:  >  >>