للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عِنْدَ رَجُلٍ فِي المَسْجِدِ (١) فَجِئْتُ فَأَخَذْتُهَا (٢) فَأَتَيْتُهُ (٣) بِهَا فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا إِيَّاكَ أَرَدْتُ (٤) فَخَاصَمْتُهُ (٥) إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: «لَكَ مَا نَوَيْتَ يَا يزِيدُ (٦) وَلَكَ مَا أَخَذْتَ يَا مَعْنُ» (٧) رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي الزَّكَاة.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ (٨) إِلَى صُوَرِكُمْ (٩) وَأَمْوَالِكُمْ (١٠) وَلكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ (١١)». رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَابْنُ مَاجَهْ.

• عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ (١٢) بِصِدْقَ (١٣) بَلَّغهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ (١٤)». رَوَاهُ الخَمْسَةُ إِلا البُخَارِيَّ. وَلَفْظُ التِّرْمِذِيِّ: «مَنْ سَأَلَ اللَّهَ القَتْلَ فِي سَبِيلِهِ صَادِقاً مِنْ قَلْبِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ الشَّهِيدِ».

• عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا مِنِ امْرِئٍ تَكُون لَهُ صَلَاةٌ بِلَيْلٍ (١٥) يَغْلِبُهُ


(١) وأذن له في التصدق بها على أي محتاج.
(٢) الدنانير.
(٣) أي أبى.
(٤) بهذه الصدقة.
(٥) شكوته.
(٦) أي ثواب نيتك، وظاهره أنه أجر على نيته فقط كما فهمت ذلك فوضعت الحديث هنا.
(٧) أقرها النبي في يده، فيظهر أنه كان محتاجًا ويكون أبوه قد أجر على نيته وصدقته معًا، وإن كان يعكر على هذا مخاصمة أبيه له، إلا أن يقال إنه كان ممن يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة والله أعلم.
(٨) أي نظر رحمة ورأفة وإلا فنظره محيط بكل موجود.
(٩) أي الجميلة مع قبح الأعمال فحسن الظاهر لا قيمة له مع سوء الباطن.
(١٠) الخالية من الزكاة ونفع العباد بل نظره إلى ذلك نظر مقت ووبال.
(١١) الخالية من الأدناس، الخاشعة من هيبة الله، المطمئنة لذكر الله - ألا بذكر الله تطمئن القلوب - وخص القلب من الجسم لأنه أشرفه وهو الذي يفيض على الجسد بما فيه كما في الحديث الآتي في البيوع: ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب. فعلى المؤمن أن يفتش عن قلبه فيخليه من العيوب ويطهره من الذنوب ويجمله بطاعة الله من إيمان ثابت ويقين راسخ ومراقبة لله تعالى وتوكل عليه، فيكون على استعدد للتجليات الإلهية والمواهب اللدنية التي يفيضها الله على أحبابه، قال تعالى في الحديث القدسي: ما وسعني أرضي ولا سمائى ولا عرشي ولا فرشي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن. فهو محل الأسرار من الكون كله.
(١٢) القتل في سبيل الله لنشر دينه.
(١٣) من خالص قلبه أي تمنى بينه وبين الله لو تيسرت السبل وخرجت للجهاد وقتلت فيه.
(١٤) بسبب تمنيه.
(١٥) أي تعود التهجد بالليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>