للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «وَاللَّهِ لَأَنْ (١) يَهْدِيَ (٢) اللَّهُ بِهُدَاكَ (٣) رَجُلاً وَاحِداً (٤) خَيْرٌ لَكَ (٥) مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ (٦)». رَوَاهُ الثَّلَاثَةُ.

• عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَا حَسَدَ إِ (٧) لا فِي اثْنَتَيْن (٨) رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ (٩) وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا (١٠) وَيُعَلِّمُهَا (١١)». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «نَضَّرَ (١٢) اللَّهُ امْرَأً (١٣) سَمِعَ مِنَّا شَيْئاً (١٤) فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ (١٥) أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ (١٦)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (١٧) وَأَبُو دَاوُدَ.

وَفِي رِوَايَةٍ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثاً فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ (١٨) إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ (١٩)


=حياة القلوب والأرواح وبالماء حياة الأراضي والنفوس، وشبه الناس بالأرض، فبعضها طيب يصيبه المطر فيفيض على الناس أنواع النبات والزروع ومن كل الثمرات، وبعض الأرض يمسك الماء فينتفع به العباد شربا وسقيا، ومن الأرض بقاع لا خير فيها فلا تنبت شيئًا ولا تمسك ماء، والناس كذلك، فمنهم من تعلم العلم فعمل به ونفع العباد، ومنهم من ليس كذلك، والمراد به حث العلماء على أن يكونوا كالأرض الطيبة فينفعوا الناس فيحبهم الله، فأحب العباد إلى الله أنفعهم لعباده.
(١) بفتح اللام والهمزة جواب للقسم.
(٢) بفتح أوله.
(٣) الذي أنت عليه يا علي، فالخطاب له يوم بعثه إلى خيبر.
(٤) بأن يراك على عمل صالح أو يسمع منك موعظة حسنة فيقتدى بك.
(٥) أي أفضل وأكثر ثوابا عند الله من كثير الصدقة.
(٦) جمع أحمر، والنعم بفتحتين: الإبل والبقر والغنم، فإذا أضيفت إلى حمر كما هنا كان المراد بها الإبل الحمر، وكانت العرب تضرب المثل بحمر النعم لأنها أنفس أموالهم وأكرمها عندهم. فمن يهدي شخصًا واحدًا فله عند الله درجة كبيرة، فما بالك بمن يهدى قبيلة أو شعبا. وهذا وما بعده في فضل نشر العلم.
(٧) يطلق الحسد ويراد به تمني زوال نعمة الغير وسيأتي في الأخلاق إن شاء الله، ويطلق ويراد به تمني مثل ما عند الغير ويسمى غبطة وهو المراد هنا، فلا حسد محبوب شرعًا إلا في هذا.
(٨) خصلتين إحداهما خصلة رجل.
(٩) بإنفاقه في سبيل الخير ومرضاة الله تعالى وثانيتهما خصلة رجل.
(١٠) على نفسه بالعمل بها وعلى الناس.
(١١) للعباد، ففيه حث على إنفاق المال في مرضاة الله وإرشاد العباد بل وتمنى ذلك.
(١٢) بالتشديد وعدمه من النضارة وهي البهاء والحسن.
(١٣) شخصًا ذكرًا أو أنثى أي جمله بالجلال والجمال، فهو دعاء له.
(١٤) في أمر الدين كآية من كتاب الله أو حديث كما سمع بدون زيادة.
(١٥) بفتح اللام الذي يسمع الحديث.
(١٦) أحفظ وأتقن وأكثر فهما من سامعه.
(١٧) بسند صحيح.
(١٨) يوصله.
(١٩) أكثر فهما في الحديث منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>