للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ، وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ (١)». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ.

وَدَخَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ يَعُودُهُ فَقَالَ: أُحَدِّثُكَ حَدِيثاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: «مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهُمْ إِلا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ (٢)». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ. وَفِي رِوَايَةٍ: «مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بِالنَّصِيحَةِ إِلا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ».

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ ﷿ وَعَدَلَ كَانَ لَهُ بِذلِكَ أَجْرٌ، وَإِنْ يَأْمُرْ بِغَيْرِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ (٣)» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

وعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ (٤)».

وَدَخَلَ عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى عُبَيْدِ اللَّهُ بْنِ زِيَادٍ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ


(١) الراعي هو الحافظ المؤتمن على ما يليه وكل شخص راع ومسئول: فالحاكم راع على محكوميه، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وأولاده وماله، وولد الرجل راع على مال أبيه، والخادم راع على مال سيده، والكل مسئولون إن قصروا ومثابون إن أخلصوا في أعمالهم. بقي الشخص الفرد الذي لا زوج ولا ولد ولا خادم له فهو راع على جوارحه بحفظها من الحرام وقيامها بالواجب عليها شكرا لله تعالى، فصدقت الكلية: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.
(٢) فعبيد الله بن زياد كان أميرًا على البصرة من قبل معاوية فسمع بمرض معقل بن يسار الصحابي فذهب لعيادته فقال معقل سمعت النبي يقول: كل راع يموت وهو غاش لرعيته فالجنة عليه حرام. بل إن ترك نصحها لم يدخل الجنة، أي إن استحل ذلك أو لم يدخلها مع السابقين أو هذه النصوص للزجر فقط.
(٣) قوله إنما الإمام جنة - كأمة - أي حام لرعيته تعتمد عليه في أمورها كلها، فإن أمر بتقوى الله وعدل كان له أجر الحاكم العادل وإلا كان عليه الوزر الكبير.
(٤) الشيخ لغة من بلغ الأربعين وخصه مع تحريم الزنا على كل واحد لأنه لكبر سنه جدير بالتوبة. والكذب لا يجوز من أي إنسان ولكن يرتكبه بعض الناس لجلب منفعة أو دفع مضرة، والملك لا حاجة له إلى ذلك، فغلظ عليه الكذب وعائل مستكبر أي فقير متكبر، وكان الأحرى به لفقره أي يتواضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>