للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِذا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ (١): لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ. وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.

• وَعَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ أَخَذَ بِيَدِ مَجْذُومٍ (٢) فَأَدْخَلَهُ مَعَهُ فِي الْقَصْعَةِ ثُمَّ قَالَ: «كُلْ بِاسْمِ اللَّهِ ثِقَةً بِاللَّهِ وَتَوَكُّلًا عَلَيْهِ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٣) وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ.

• عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كنَّا إِذَا حَضَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ طَعَاماً لَمْ نَضَعْ أَيْدِيَنَا حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ اللَّهِ (٤) وَإِنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ مَرَّةً طَعاماً فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا تُدْفَعُ فَذَهَبَتْ لِتَضَعَ يَدَهَا فِي الطَّعَامِ فَأَخَذَ النَّبِيُّ بِيَدِهَا ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنمَا يُدْفَعُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ (٥) فَقَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَلا يُذْكَرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ جَاءَ بِهذِهِ الْجَارِيَةِ لِيَسْتَحِلَّ بِهَا فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا فَجَاءَ بِهذَا الْأَعْرَابِيِّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ يَدَهُ فِي يَدِي مَعَ يَدِهَا» (٦). رَوَاهُ مُسْلِمٌ


(١) المراد بالشيطان القرين الملازم للإنسان، فإذا دخل الشخص بيته وذكر الله منع الشيطان من الدخول وقال: لا مبيت لنا ولا عشاء، وإذا لم يذكر الله عند الدخول دخل وبات، وإذا لم يسم الله عند الأكل شاركه فيه، وكذا عند الجماع، والمراد بالذكر أي ذكر كان والأفضل التسمية، وما يأتي في كتاب الذكر مما يقال عند دخول البيت.
(٢) فرجل مريض بالجذام حضروهم يأكلون فتقذره الجماعة، فأجلسه النَّبِيّ بجواره وقال: كل ثقة بالله. أي فإني أثق بربي ثقة عظيمة في الحفظ من كل شيء، وفيه من التواضع واللطف بالسكين ما لا يخفى.
(٣) أي واستغربه وأبو داود في الطب بسند صالح.
(٤) رغبة في تعظيم الكبير. وقوله كأنها تدفع أي كأنها لسرعتها يدفعها دافع.
(٥) قوله فأخذ بيده أي منعه من الأكل حتَّى يجيء وقته، ولفظ أبي داود إن الشيطان يستحل الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه وشرع في أكله، أما إذا لم يشرع في أكله فلا.
(٦) ولفظ أبي داود مع أيديهما، فالنبي يبصر الشياطين وله عليهم قوة وسلطان، حتَّى قال: إني قبضت على يد الشيطان مع أيديهما، وهذا من معجزاته .

<<  <  ج: ص:  >  >>