للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عَنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ حَتَّى (١) يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمُ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى ثُمَّ لَيْأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ». وَفِي رِوَايَةٍ: «وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ (٢) الْقَصْعَةَ وَقَالَ: فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمُ الْبَرَكَةُ». رَوَاهُمَا الْخَمْسَةُ إِلا الْبُخَارِيَّ.

وَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ إِلَى خَيْبَرَ فَلَمَّا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ (٣) دَعَا بِطَعَامٍ فَمَا أُتِيَ بِسَوِيقٍ فَأَكَلْنَا فَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَتَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَاماً فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا (٤)». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إِلا التِّرْمِذِيَّ.


(١) قوله عند كل شيء من شأنه أي في كل أمر من أموره، وقوله فليمط ما بها أي ينحِّى القذر عنها ويأكلها إذا شاء أو يعطيها لنحو هرة ولا يتركها للشيطان، فإذا فرغ فليعلق أصابعه فربما كانت البركة في البقية التي عليها.
(٢) قوله وأمرنا أن نسلت القصعة أي نلحسها بأصابعنا ثم نلعقها، فربما كانت البركة في الباقي في الإناء، والمراد بالبركة ما به التغذية والسلامة والقوة على طاعة الله تعالى. وللترمذي» من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة» أي لأنه نظفها فلا يلعقها شيطان الحديث البزار.» من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة» فتقول اللهم أجره من النار كما أجارني من لعق الشيطان» وهذا إذا لم يكن هناك من يطلب له إبقاء شيء من الطعام وإلا كان أكله كله مذمومًا كما روي» إذا أكلتم فأفضلوا» ولما يأتي في طعام الجماعة» إذا كفى أحدكم خادمه فليجلسه معه وإلا فليناوله شيئا من الطعام».
(٣) قوله بالصهباء اسم مكان وقوله بسويق هو طعام من البر والشعير، وقوله فتمضمض ومضمضنا فنظافة الفم مطلوبة كاليد بل أشد فإن قذر الفم ينزل مع الريق في المعدة وربما ضرها والفم محل القرآن والعبادة فهو أولى بالنظافة وسيأتي في الأخلاق» إن الله نظيف يحب النظافة».
(٤) قوله أو يلعقها أي يعطيها لغيره يلعقها كولده وزوجه فربما كانت البركة فيما عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>