للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاءً وَفِي الْآخَرِ دَاءً». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ. وَزَادَ: «وَإِنَّهُ يَتَّقِي بِجَنَاحِهِ الَّذِي فِيهِ الدَّاءُ (١)».

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا عَلِمْتُ النَّبِيَّ أَكَلَ عَلَى سُكْرُجَةٍ قَطُّ (٢) وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ قَطُّ وَلَا أَكَلَ عَلَى خُوَانٍ قَطُّ قِيلَ لِقَتَادَةَ: فَعَلَامَ كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: عَلَى السُّفَرِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ قَالَ: إِنَّا نُجَاوِرُ أَهْلَ الْكِتَابِ وَهُمْ يَطْبُخُونَ فِي قُدُورِهِمْ الْخِنْزِيرَ وَيَشْرَبُونَ فِي آنِيَتِهِمْ الْخَمْرَ فَقَالَ: «إِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَهَا فَكُلُوا فِيهَا وَاشْرَبُوا وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهًّ فَارْحَضُوهَا بِالْمَاءِ (٣) وَكُلُوا وَاشْرَبُوا». رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ (٤).

وَقَالَ جَابِرٌ : كُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ فَنُصِيبُ مِنْ آنِيَهِ الْمُشْرِكِينَ وَأَسْقِيَتِهِمْ فَنَسْتَمْتِعُ بِهَا وَلَا يَعِيبُ عَلَيْنَا. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

وَسُئِلَ النَّبِيُّ عَنْ قُدُورِ الْمَجُوسِ (٥) فَقَالَ: «أَنْقُوهَا غَسْلًا وَاطْبُخُوا فِيهَا». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٦). نَسْأَلُ اللَّهَ التَّوْفِيقَ لِمَا يُحِبُّ وَيَرْضى آمِين. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.


(١) تقدم هذا الحديث في الطهارة فارجع إليه إن شئت شرحه طويلا.
(٢) قوله سكرجة بضم فسكون فضم: ما يأكل عليه الأعاجم مما يجمع ألوان الطعام، والخوان - كغراب وكتاب - شيء مرتفع يوضع عليه الطعام كالكرسي، والسفر جمع سفرة وهي ما يفرش على الأرض فيوضع عليه الطعام، فالنبي لم يأكل على سكرجة ولا على خوان لأن هذا كان من شأن أهل الترف والكبر، والنبي يرشد إلى التواضع والزهد فلم يناسب ذلك كماله وإلا فهذا جائز لمن لم يفعله كبرا وفخرا.
(٣) قوله فار حضوها بالماء أي اغسلوها به.
(٤) ولفظه لأبي داود.
(٥) المجوس مشركون يعبدون النار وقيل الشمس ويقولون إن للعالم أصلين النور والظلمة، فمن النور الخير ومن الظلمة الشر، ففي هذه النصوص جواز استعمال أواني أهل الكتاب والمشركين بشرط غسلها جيدا.
(٦) وقال هذا حديث مشهور.

<<  <  ج: ص:  >  >>