للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَجَاءَ بِأَصْحَابِهِ وَكَانَ يَأْمُرُ بِدُخُولِهِمْ لِلْأَكْلِ عَشَرَةً عَشَرَةً (١). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مُطَوَّلًا.

وَقَالَ جَمَاعَةٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَأْكُلُ وعلَا نَشْبَعُ قَالَ: «فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ (٢)». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (٣) وَقَالَ: إِذَا كُنْتَ فِي وَلِيمَةٍ وَوُضِعَ الْأَكْلُ فَلَا تَأْكلْ حَتَّى يَأْذَنَ رَبُّ الدَّارِ (٤).

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ قَصْعَةٌ يُقَالُ لَهَا الْغَرَّاءُ يَحْمِلُهَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ فَلَمَّا أَضْحَوْا وَسَجَدُوا الضُّحى أُتِيَ بِتِلْكَ الْقَصْعَةِ وَفِيهَا الثَّرِيدُ فَالْتَفُّوا عَلَيْهَا فَلَمَّا كَثُرُوا جَثَا النَّبِيُّ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا هذِهِ الْجِلْسَةُ؟ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ جَعَلَنِي عَبْداً كَرِيماً وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً عَنِيداً، ثُمَّ قَالَ: كُلُوا مِنْ جَوَانِبِهَا وَدَعُوا يُبَارَكْ فِيهَا (٥)». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (٦) وَابْنُ مَاجَهْ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ صَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ (٧)». وَفِي رِوَايَةٍ: «فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ (٨)، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ». رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ.


(١) فينبغي تقسيم الجمع الكثير إلى فرق كعشرة بحسب الحال تسهيلا لرب البيت والآكلين.
(٢) فالبركة مع الجماعة أكثر، وللبيهقي والضياء: أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي.
(٣) بسند صالح.
(٤) لأنه صاحب الطعام إلا إذا سمح لهم فلا بأس من الأكل.
(٥) قصعة يقال لها الغراء أي صحفة كبيرة تسمى الغراء لبياضها يحملها أربعة رجال ويجيئون بها مملوءة بالثريد بعد صلاة الضحى فيجلسون حولها ويأكلون فلما كثروا مرة جثا النبي أي جلس على ركبتيه توسعة لأصحابه فقال أعرابي ما هذه الجلسة يا رسول الله؟ قال إن الله جعلني عبدا كريمًا ولم يجعلني جبارًا عنيدًا.
(٦) بسند صالح. إلى هنا انتهى الشق الأول، من الترجمة وما يأتى في الحث على إكرام الضيف.
(٧) أي يواسي أقاربه.
(٨) قوله فليكرم جاره أي يتحمل أذاه ومساعدته بما يمكنه من مال وجاه وغيرهما، وقوله فليقل خيرًا أو ليصمت أي يسكت عن الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>