للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِمَرِّ الظَّهْرَانِ (١) وَنَحْنُ نَجْنِي الْكَبَاثَ فَقَالَ : «عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ مِنْهُ» فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّكَ رَعَيْتَ الْغنَمَ قَالَ: «نَعَمْ، وَهَلْ مِنْ نَبِيَ إِلا وَقَدْ رَعَاهَا». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

وَأَخَذَ النَّبِيُّ كِسْرَةً مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ فَوَضَعَ عَلَيْهَا تَمْرَةً وَقَالَ: «هذِهِ إِدَامُ هذِهِ (٢)». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (٣) وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنِ ابْنَيْ بُسْرٍ السُّلَمِيَّيْنِ قَالَا: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ فَقَدَّمْنَا لَهُ زُبْداً وَتَمْراً وَكَانَ يُحِبُّ الزُّبْدَ وَالتَّمْرَ (٤). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (٥) وَابْنُ مَاجَهْ.

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ جُلُوسٌ إِذْ أُتِيَ بِجُمَّارِ نَخْلَةٍ (٦) فَقَالَ : «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ لَمَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ الْمُسْلِمِ فَظَنَنْتُهُ النَّخْلَةَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا عَاشِرُ عَشَرَةٍ أَنَا أَحْدَثُهُمْ فَسَكَتُّ فَقَالَ : هِيَ النَّخْلَةُ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

• عَنْ سَهْلٍ قَالَ: كَانَتْ لَنَا عَجُوزٌ تَأْخُذُ أُصُولَ السِّلْقِ (٧) فَتَجْعَلهُ فِي قِدْرٍ لَهَا وَتَجْعَلُ عَلَيْهِ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ إِذَا صَلَّيْنَا زُرْنَاهَا فَقَرَّبَتْهُ لَنَا وَكُنَّا نَفْرَحُ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ لِذلِكَ وَمَا كُنَّا نَتَغَذَّى وَلَا نَقِيلُ إِلا بَعْدَ الْجُمُعَةِ وَاللَّهِ مَا فِيهِ شَحْمٌ وَلَا وَدَكٌ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.


(١) مر الظهران اسم مكان بقرب مكة. والكباث بالفتح ثمر الأراك وهو مأكول عند العرب.
(٢) وقال هذه أي التمرة إدام الكسرة.
(٣) بسند صالح.
(٤) الزبد ما يستخرج بالمخض من لبن البقر والغنم، وأما من لبن الإبل فيسمى جنابا، وكان النبي يحب الزبد والتمر لأنهما بارد وحار وحلو وسهل الهضم، وفي هذا وما قبله جواز الجمع بين لونين في الأكل.
(٥) بسند صالح.
(٦) الجمار - كرمان - قلب النخلة، ويسمى شحم النخل وجذبه بالتحريك، وهو يعقل البطن وينفع من الصفراء والحرارة والدم الحاد أكلا، ومن القروح ولسع نحو الزنبور ضمادا وقوله : إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم. فظن ابن عمر أنها النخلة ولم يتكلم لأنه أصغر الحاضرين، فلما سكتوا كلهم قال : هي النخلة. أي أنها كالإنسان في الاستواء وامتياز ذكره عن أنثاه، وأنها لا تحمل إلا بالتلقيح، بل هي كالمؤمن في كثرة خيرها ونفعها دائما بكل أجزائها وثمرها يؤكل رطبًا ويابسًا وهو غذاء ودواء وحلو وفاكهة.
(٧) السلق بكسر فسكون بقلة كثيرة المنافع، كانت تلك المرأة تطبخها بحبات من شعير يوم الجمعة فإذا صلى النبي وأصحابه الجمعة مروا عليها فقدمته لهم فيأكلون وهم فرحون. قوله وما كنا نتغدي ولا نقيل أي نستريح إلا بعد الجمعة. وقوله: والله =

<<  <  ج: ص:  >  >>