للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ» قَالَ مُصْعَبٌ: ونَسِيتُ الْعَاشِرَةَ، إِلا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ. رَوَاهُ الْخَمْسَةُ (١).

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ وَفِّرُوا اللِّحى وَأَحْفُوا الشَّوارِبَ (٢)». وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا حَجَّ أَوِ اعْتَمَرَ قَبَضَ (٣) عَلَى لِحْيَتِهِ فَمَا فَضَلَ أَخَذَهُ. رَوَاهُ الْخَمْسَةُ.

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَنْ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ فَلَيْسَ مِنَّا (٤)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٥) وَالنَّسَائِيُّ.


=حصاده - فهذا فرض والأكل مباح. وقوله. واستنشاق الماء أي نظافة الأنف. وقوله: وغسل البراجم جمع برجمة بضم فسكون وهي غضون الأصابع من ظاهرها وباطنها، ونتف الإبط أي إزالة شعره بحلق أو نتف وهو أولى لأن بقاءه يورث رائحة كريهة، وحلق العانة أي إزالة شعرها بأي شيء. والأولى للأنثى النتف وللذكر الحلق، والمراد بالعانة الشعر النابت حول القبل ذكرا أو فرجًا وكذا النابت حول الدبر. وهو آكد لتأكد النظافة حوله وما بين القبل والدبر. وقوله وانتقاص الماء أي الاستنجاء بالماء للفظ النسائي القائل وغسل الدبر، قال مصعب أحد الرواة ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة. ويحتمل أنها الختان لحديث الشيخين» الفطرة خمس: الختان والاستحداد - نظافة العانة بالحديدة - وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط».
(١) ولفظه لمسلم في الطهارة.
(٢) وفي رواية» جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس» فالمشركون والمجوس يحلقون لحاهم ويتركون شواربهم فأمرنا بمخالفتهم. وقوله: وفروا اللحى من التوفير وهو الترك، واللحى جمع لحية وهي شعر الذقن، والمراد ما يعم العارضين، فحلق اللحية مكروه عند الجمهور وحرام عند الحنفية لهذا وللتشبه بالنساء، وفي الحديث الأول قص الشارب وفي هذا أحفوا، وفي رواية جزوا وفي أخرى انهكوا، ولذا اختلفت الأئمة فيه فقال الشافعية والحنفية والحنابلة المستحب في قص الشارب أخذ ما طال من شعره حتى تبدو حمرة الشفة، وقال بعضهم المستحب الاستئصال بنحو قص أو حلق ونسب للمالكية والكوفيين، وقال بعضهم أنت بالخيار بينهما لثبوت كل منهما وهذا حسن.
(٣) فالمستحب في طول اللحية قبضة فقط، وينبغي تسوية اللحية بقص ما زاد من شعرها وحلق ما تناثر حولها الحديث الترمذي» كان النبي يأخذ من عرض لحيته وطولها».
(٤) أي إن قصد التشبه بالكفار أو ليس على طريقتنا الكاملة، وللترمذي أيضا» كان النبي يقص أو يأخذ من شاربه وكان إبراهيم خليل الرحمن يفعله».
(٥) بسند صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>