للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ أَنَسٌ : وُقِّتَ لَنَا (١) فِي قَصِّ الشَّارِبِ وتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ وَنَتْفِ الْإِبْطِ وحَلْقِ الْعَانَةِ أَلا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إِلا الْبُخَارِيَّ.

• عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ أَنَّ امْرَأَةً (٢) كَانَتْ تَخْتَنُ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ : «لَا تَنْهَكِي فَإِنَّ ذلِكَ أَحْظَى للْمَرْأَةِ وَأَحَبُّ إِلَى الْبَعْلِ» رَوَاهُ أَبو دَاوُدَ (٣) وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ وَلَفْظُهُ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا أُمُّ عَطِيَّةَ تَخْفِضُ الْجَوَارِيَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ : «يَا أُمَّ عَطِيَّةَ اخْفِضي وَلَا تَنْهَكِي فَإِنَّهُ أَنْضَرُ لِلْوَجْهِ وَأَحْظَى عِنْدَ الزَّوْجِ».


(١) أي علمنا النبي أن نتنظف بهذه الأشياء وقتًا بعد آخر وأن لا نتركها أكثر من أربعين ليلة، وليس التحديد مرادًا بل المراد مراعاة النظافة من حين لآخر، وإنما شرعت سنن الفطرة هذه للنظافة والتجمل بإبقاء اللحية فإن الله جميل يحب الجمال.

(تنبيه) مرويات الترمذي هنا في كتاب الأدب.
(٢) تلك المرأة هي أم عطية الآتية في الرواية الثانية وكانت تختن الجواري فقال لها : لا تنهكي في ختان الأنثى ولا تستأصلي الزائد بين حافتي الفرج الذي هو كالنواة أو كعرف الديك فوق مدخل الذكر بل اتركي منه شيئًا، فإنه أحظى للمرأة أي ألذ لها وأنضر لوجهها وأحب إلى البعل أي الزوج، وذلك أن الدلك بالإصبع أو بالذكر في محل الختان يلذ المرأة كثيرًا ويحرك منيها البارد البطئ فتتعلق بالرجل وتحبه فيحبها ويدوم نظام الزوجية، وختان الأنثى يسمى خفضًا وختان الذكر يسمى إعذارا وهو قطع الجلدة التي على الحشفة، وحكمته النظافة وكثرة اللذة، وينبغي إظهاره دون ختان الأنثى، وهل تختن النساء كلهن أو نساء المشرق دون نساء المغرب لعدم تلك الزائدة، ينظر في هذا، والختان واجب للذكر والأنثى عند بعض التابعين وجمهور الشافعية. وقال مالك وأبو حنيفة: إنه سنة لهما. وقال أحمد: إنه واجب للذكر سنة للأنثى لحديث أحمد وغيره:» الختان سنة للرجال مكرمة للنساء» وروي عن أبي حنيفة أنه واجب. وروى عنه: أنه سنة يأثم بتركه.
(٣) في كتاب الأدب وضعفه ولكنه مؤيد بحديث الشيخين السابق في الشرح: الفطرة خمس. والحكمة التي ذكرها الحديث تقتضيه. نسأل الله التوفيق آمين والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>