للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَتْ عَائِشَةُ : وَاعَدَ رَسُولَ اللَّهِ جِبْرِيلُ فِي سَاعَةٍ يَأْتِيهِ فِيهَا فَجَاءَتْ تِلْكَ السَّاعَةُ وَلَمْ يَأْتِهِ وَفِي يَدِهِ عَصاً فَأَلْقَاهَا وَقَالَ: «مَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَا رُسُلُهُ فَإِذَا جِرْوُ كَلْبٍ (١) تَحْتَ سَرِيرِهِ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ مَتَى دَخَلَ هذَا الْكَلْبُ هُنَا» فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا دَرَيْتُ فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ. زادَ فِي رِوَايَةٍ: ثُمَّ أَخَذَ مَاءً فَنَضَحَ مَكَانَهُ فَجَاءَ جِبْرِيلُ فَقَالَ : «وَاعَدْتَنِي فَجَلَسْتُ لَكَ فَلَمْ تَأْتِ» فَقَالَ: مَنَعَنِي الْكَلْبُ الَّذِي كَانَ فِي بَيْتِكَ إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتاً فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ. رَوَاهُ الثَّلَاثَةُ (٢).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: اسْتَأْذَنَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ فَقَالَ: «ادْخُلْ» فَقَالَ: كَيْفَ أَدْخُلُ وَفِي بَيْتِكَ سِتْرٌ فِيهِ تَصَاوِيرُ فَإِمَّا أَنْ تُقَطَّعَ رُؤُوسُهَا أَوْ تَجْعَلَ بِسَاطاً يُوطَأُ فإِنَّا مَعْشَرَ الْمَلائِكَةِ لَا نَدْخُلُ بَيْتاً فِيهِ تَصَاوِيرُ (٣). رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَصَاحِبَاهُ (٤).

وَقَالَتْ عَائِشَةَ : إِنَّ النَّبِيَّ لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئاً فِيهِ تَصَالِيبُ (٥) إِلا نَقَضَهُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وأَبُو دَاوُدَ. وَاللَّهُ أَعْلَم.


(١) جرو الكلب بالتثلث ولده الصغير.
(٢) وزاد مسلم وأبو داود: فأصبح النبي فأمر بقتل الكلاب حتى إنه يأمر بقتل كلب الحائط الصغير ويترك كلب الحائط الكبير.
(٣) هذه ليس فيها ذكر للكلب ولكن رواية الترمذي فيها كلب صغير، ولفظها» فمُرْ بالستر فليقطع ويجمل منه وسادتان منتبذتان بوطآن ومر بالكلب فليخرج وكان جروًا للحسن أو الحسين ».
(٤) بسند صحيح.
(٥) لم يكن يترك في بيته شيئًا فيه تصاليب أي تصاوير كما في نسخة، إلا نقضه أي مزقه وكسره، وحاصل ما في المقام أن تصوير الحيوان حرام ولو نقشا ولو عضوا منه لأنه مضاهاة لخلق الله تعالى بخلاف تصوير غير الحيوان فلا شيء فيه، وأما الاقتناء ففيه تفصيل، إن كانت الصورة مجسمة كاملة فهى حرام وإن كانت ناقصة بحال لا تعيش بها فلا، وإن كانت نقشا فجائزة مع الكراهة إلا أن حديث أصحاب السنن لا يجيز الكاملة المرفوعة ولكن عند المالكية مكروهة أو خلاف الأولى فقط، وهذا كله في غير لعبة الأطفال، أما هي فجائزة ولو مجسمة كاملة كما يأتي في الأدب إن شاء الله. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>