للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلكِنْ رَبُّنَا اسْمُهُ إِذَا قَضَى أَمْراً سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ هذِهِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثُمَّ قَالَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ فَيُخْبِرُونَهُمْ مَاذَا قَالَ فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّموَاتِ بَعْضاً حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ هذِهِ السَّمَاءَ الدُّنْيَا (١) فَتَخْطَفُ الْجِنُّ السَّمْعَ فَيَقْذِفُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ

وَيُرْمَوْنَ بِهِ (٢) فَمَا جَاؤُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ حَقٌّ وَلكِنَّهُمْ يَقْرِفونَ فِيهِ وَيَزِيدُونَ (٣)». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ (٤) وَالتِّرْمِذِيُّ.

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنِ اقْتَبَسَ عِلْماً مِنَ النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ (٥)». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَأَحْمَدُ.

• عَنْ بَعْضِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ أَتَى عَرَّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلُ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً (٦)». رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَحْمَدُ وَلَفْظُهُ: مَنْ أَتَى عَرَّافاً أَوْ كَاهِناً فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ .


(١) قال تعالى ﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٢٣)﴾.
(٢) فإذا خطف الجني كلمة وسمعها ليبلغها للكاهن ربما رمى بالنجم قال تعالى ﴿إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب﴾.
(٣) يقرفون ويزيدون مترادفان أي يزيدون فيه، فإذا قضى الله شيئًا من أمر العباد صدع الأمر الإلهي به فسبح له حملة العرش إجلالا ومهابة ثم سبح من سمعهم ممن تحتهم وهكذا حتى يصل إلى السماء الدنيا فإذا أفاقوا مما غشيهم سأل من يلون العرش حملة العرش ماذا قال ربكم فيخبرونهم ثم تستخبر كل طائفة من فوقها حتى يصل الخبر إلى السماء الدنيا فيسترق الجني كلمة فيبلغها للكاهن فيكذب ويزيد عليها كثيرًا وربما وقع الشهاب على الجني فأحرقه قبل أن يبلغ شيئًا.
(٤) ولكن مسلم هنا والأخيران في تفسير سورة سبأ.
(٥) فمن تعلم شيئًا من علم النجوم فكأنما تعلم سحرا وكلما زاد فيه زاد في السحر، وهذا مذموم إذا كان يفهم منه أن للنجوم تأثيرًا في الكون كنجم كذا يجيء بالأمطار ونجم كذا يأتي بالرياح ونجم كذا يأتي بالقحط وعلو الأسعار، ونجم كذا يأتي بالوباء، ونجم كذا يأتي بالحروب ونحو ذلك، أما معرفة النجوم للاهتداء بها إلى عظم الخالق جل شأنه أو إلى الأوقات والقبلة والشهور أو إلى جهة المسير فلا، بل هي لهذا مطلوبة قال تعالى ﴿وبالنجم هم يهتدون﴾.
(٦) قوله لم تقبل صلاته أربعين ليلة وقوله الآتي فقد كفر بما أنزل على محمد هذا إن استحله، وإلا فهو زجر ووعيد شديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>