للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عداوة التثبيط والإرجاف]

إذا عجز العدو عن أن يبيدك إبادة مباشرة، ثم عجز عن احتوائك وتجييرك لكي تكون عدواً لأمتك وأنت في صفوفها، ينتقل إلى مرحلة ثالثة وهي: عداوة التثبيط والإرجاف.

تجد إنساناً ليس من شرط أن نكرهه أو نبغضه، لكن هو مصدر عداوة، كيف؟ تجده إذا جلس في مجلس يقول: يا إخوان انتبهوا، إنكم على خطر، كل واحد يدخل في بيته ويسكت ويذكر الله، لا تجتمعوا، اتركونا من الأشياء هذه، رجاءً المدرج الفلاني لا توزعوا فيها أشرطة، الكتاب الفلاني فكونا من شره، يا إخوان! اتركوا هذا العرس يمر على خير، اتركوا هذه المناسبة تمضي على ستر تجد الرجل ليس عدواً يقتل، وليس منافقاً دخيلاً، ولكنه عدو من جهة الإرجاف والتثبيط، إذا رأى ثلاثة يخرجون في رحلة، قال: يا إخواني أين تذهبون؟ دعونا من المشاكل والفتن والمصائب! إذا رأى مخيماً أو معسكراً قال: يا ناس خافوا رب العالمين، نحن آمنون ومطمئنون، أهؤلاء العشرون ذاهبون يتدربون على إنزال مظلي من أجل أن تخاف أنت؟! سبحان الله العلي العظيم! فهذه عداوة الإرجاف والتثبيط، وهذا هو الأمر الذي أريد أن أطيل النفس فيه.