للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[علاج سوء حال المخيمات]

السؤال

فضيلة الشيخ سعد: بارك الله فيكم، لسان حال بعض الشباب في المخيمات يقول: خرجنا لهذه المخيمات للترفيه والمرح والسعادة، ولكن مع الأسف الشديد نضيع الصلوات؛ سهرٌ في الليل ونومٌ في النهار نرجو التوجيه؟

الجواب

أيها الأحبة! إن كثيراً من الشباب يقعون في معصية الله وسخط الله وغضبه ولكن لا يصارحون أنفسهم، ويصدقون في نقد بعضهم لبعض والمجاملة تغلب عليهم فيقولون: نخرج من أجل النزهة، ونخرج من أجل الترفيه المفيد، نحن لا نقول: هذا عيب ولا حرام أن يخرج إلى النزهة، ما الذي يحرم عليك أنك توسع صدرك في مخيم في استراحة {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف:٣٢] لا أحد يحرم عليك هذا لكن حينما تجد أن هذا العمل قد أفضى بك إلى ضياع الواجبات وفعل المحرمات، فاعلم أن هذا عمل يضرك ولا يسرك، وهل هناك ما يمنع أن تتواصوا قبل أن تخرجوا إلى المخيم بضوابط، أولها: إذا دخل وقت الأذان فلانٌ يؤذن وفلانٌ يصلي الفجر، فلان يوقظنا لصلاة الفجر، لا نسهر في الليل ثم نصليها في الضحى أو الساعة العاشره أو الحادية عشرة، وبعض الشباب للأسف لا يصليها، وبعضهم لو دخل عليهم طالب علم أو شاب فيه خير يريد يعطيهم كلمة توجيهية إرشادية لمدة عشرين دقيقة، قال: يا ألله! حتى في البر نلقى مطاوعة، سبحان الله العلي العظيم، يا أخي الحبيب أين تريد أن تلقاهم؟ في المقبرة إن الأموات لا تنتصح، أنت المحتاج إلى النصيحة، ثم اسمع ولا تجعل الشيطان حجاباً بينك وبين النصيحة، بعض الناس حينما يأتي أحد ينصحه يقول: كلها عشرين دقيقة وما عليك إلا أن تتحمل فقط، لكن حالهم في آذانهم وقر، وعلى أبصارهم عمى، وعلى قلوبهم أكنة، وما عنده استعداد يسمع كلمة، يعني: ما يضرك حتى لو الشيشة قدامك، والطيران على يسارك والكمنجة وراءك والعود على يمينك والتلفزيون أمامك، لا يضرك أنت ركز فقط على الكلام واسمع هل يعطيك كلام خرافات أو كلاماً حقيقياً؟ هل هذا الكلام صحيح أو كذب؟ هل هذا الكلام ينفع أو يضر؟ هل هذا الكلام معقول أو غير معقول؟ وكثير من الشباب يحجب الشيطان عن النصيحة.

كان الطفيل بن عامر الدوسي يحذرونه ويقولون: انتبه إن قدمت على محمد فإن عنده كلاماً ليس بسحرٍ بل أشد من السحر يفرق بين المرء وزوجه ويجعل الرجل صابئاً في دينه، فإن ذهبت إليه؛ فاجعل في أذنيك قطناً يعني: انتبه تسمع له فوضع الطفيل القطن في أذنيه يوم قدم: قال إني لمن شعراء العرب وأعرف سجع الكهان وأعرف مليح الكلام من قبيحه فلماذا لا أسمع منه، فإن كان حقاً قبلت، وإن كان غير ذلك رددت، فجاء وسمع من النبي صلى الله عليه وسلم فقال: زدني فزاده النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.

وللأسف بعض الشباب عنده فكرة أنه يؤجل الدور الثاني الذي هو عقله، فقد أعطى عقله الشباب ورئيس الشلة ورئيس المخيم ورئيس المجموعة إن كان فلان ذاك التزم وتاب، فسألتزم، وإن ظل سيئاً فنحن مثله، وإن كان استقام فحن سنستقيم، هذا جهل: (لا يكن أحدكم إمعة إن أحسن الناس أحسن، وإن أساءوا أساء، ولكن يكن ذا رشدٍ وعقل، إن أساءوا أحسن، وإن أحسنوا أعان على ذلك).