للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الذهاب إلى من يدعون الصلاح ومعهم جن]

السؤال

لدي زوجة قد ابتليت بالسحر، وذهبت بها لعدة مشايخ للقراءة عليها، وعندما يقرأ عليها تقوم بعد القراءة متضايقة جداً ولا ترغب في المنزل ولا الأولاد، وإنني الآن في حيرة، حيث ذكر لي أن شخصاً يفك السحر بمعونة من الجن ولا يسأل عن اسم أم المريض أو أب المريض، وإنما يقول له: قم فتوضأ في هذا الإناء واذكر الله كثيراً، ومن بعدها يقول له: اقرأ المعوذات وبعد القراءة للمعوذات يغطي رأس المسحور ويجعله ينظر في ماء الوضوء ويريه من الذي عمل له السحر، ويحضره في حينه ويحرقه أمام المريض ويشفى بإذن الله، ويوصيها هذا الشخص المعالج بمعاونة الجن بالإكثار من الدعاء لهم، وكثرة قراءة القرآن والأدعية المأثورة في هذا الباب للتحرز من الشيطان، أرجو الإجابة الشافية، وهل ذهابي إلى هذا الشخص يعد من الشرك والعياذ بالله من ذلك، علماً بأن الشخص لا يعمل السحر ولا يشعوذ وإنما يقرأ بعض القرآن ويقول الجن الذين معي خدم لآيات القرآن هل هذا صحيح أرجو توضيح ذلك مشكورين وجزاكم الله خيراً؟

الجواب

أما القول بأن هناك جناً خدماً لآيات معينة في القرآن فأقول والله أعلم ولا أدري عن هذا شيئاً، لكن إذا كان الشخص لا يأمرك بفعل شيء يفضي إلى الشرك والكفر، ورجل معروف في دينه وصلاحه، وربما استخدم طريقة معينة لا تتضمن أمراً شركياً وإنما هي من باب الدعاء والرقية والتعويذ، أو بعض الأدوية المجربة والأساليب المجربة، مثل قضية السدر مثلاً هذا سبب من الأسباب المجربة النافعة، فنقول: نرجو أنه مما لا بأس به، وينبغي أن يكون المسلم أصبر من الجن والشياطين، فتجد بعض الناس يقرأ مرة أو مرتين ثم يقول: مللت وكللت وسأذهب إلى ساحر حتى يفك هذا السحر، نقول: لا، اصبر يا أخي الكريم، لا يكون هؤلاء يمشون في سحرهم وفي ضلالهم ويكونون أصبر منك على هذا الكيد الذي يفعلونه، بل عليك أن تصبر على الأساليب والطرق الشرعية حتى يأذن الله بشفائك أو شفاء الأهل.

على أية حال نحن عندنا شرط واضح في هذه المسألة وهو السلامة من دعاء الجن واللجوء إليهم أو الاعتقاد بأنهم يفعلون، نحن نتكلم عن ذات الشخص وذات المريض، نقول: إذا كان هذا الطبيب أو هذا الراقي يفعل أسباباً مشروعة معينة أو أموراً مجربة لم يرد في الشرع ما يحذر منها من غير الوقوع في شرك أو ذرايعها أو ما ينافي كمال التوحيد فلا بأس بذلك، أما قضية دعوى أن هناك خداماً للآيات وإلى غير ذلك فأقول: الله أعلم وما سمعنا وما عرفنا أن ذلك من الأمور المشروعة.