للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية الدعوة النسائية]

فترتفع عن هذا كله لكي تكون داعية لبنات جنسها، تجتمع بجاراتها فتهديهن شريطاً، أو تقرأ عليهن نصيحة، تجتمع بطالباتها فتعطي كل طالبة شريطا، تعطي كل طالبة كتابا، تجتمع بزميلاتها فيتبادلن المسائل والأحكام الفقهية والشرعية في آدابها وطهارتها وحجابها وحدود ما أباح الله لها، وما نهاها الله عنه، هكذا حينما يكون لحياة المرأة المسلمة معنى، إن عدداً قليلاً من الداعيات ولله الحمد بمجتمعنا والله إن حياتهن لأبرك من حياة كثير من الشباب والرجال؛ بما فضلها الله به بالدعوة إلى الله، فنحن ننتظر من الفتاة المسلمة أن يكون لحياتها معنى بالدعوة إلى الله، لا نريد أن تخرج أو يلزم من ذلك أن تخرج، بل بالدعوة إلى الله في بيتها، بين أبنائها، بين أقاربها، وأقارب زوجها، تصوروا -وهذه واقعة من الوقائع التي حصلت في المجتمع- امرأة صالحة انحرف زوجها ولكن كان لحياتها معنى ولم يسمع زوجها نصيحة واحدة منها، ولا يزال مغرقاً ممعناً في ضلالته ومعصية، أتدرون كيف كان أطيب السبل وأقرب الأسباب إلى إصلاح بيتها وتعديل مسار زوجها؟ أولادها، كانت معتنية بأولادها فإذا جاء الأب تعلق الأولاد به، يا أبتي لا نريد الفيديو في البيت، يا أبتي لا نريد هذه الأفلام في البيت، وإذا جاء الأب ربما سلموا عليه وبقوا ساكتين فيسأل الأب: يا أولادي لماذا لا تلعبون؟ لماذا لا تتكلمون؟ لماذا لا تضحكون؟ يقولون: يا أبي إذا كنت تريد أن نلعب معك، ونضحك، ونتكلم، فأخرج هذا الشيطان عن البيت، فكان وراء هؤلاء الأطفال الصغار أم، امرأة عظيمة استطاعت أن تعدل مسار الانحراف في زوجها، نعم كانت فتاة لحياتها معنى.

فهذا أيها الأحبة أمر له أكبر الأثر، والأم والزوجة والبنت لها أثر طيب، عرفنا أسراً كانت مغرقة في الفساد والضلال فانقلبت إلى رياض من الذكر والتوحيد وحفظ القرآن والحجاب والستر والحياء، أين دخلها النور؟ وأين بدأت بالاستقامة؟ من فتاة استقامت وحفظت القرآن وأصبحت حريصة في دعوة أمها وأخواتها وإخوانها حتى أثرت على من حولها جميعاً، فليس الأثر للرجال دون النساء، وليس الأثر والفعل والتأثير محصور في الرجال دون النساء، بل من النساء من فيهن خير كثير ولهن قبول كثير، فنرجو أن تحرص كل واحدة من أخواتنا اللاتي يسمعن هذا الكلام أن يكون لحياتها معنى بأن يكون لوجودها معنى وأن يكون لحياتها أثر في نفسها وذريتها ومن حولها، وأبويها وإخوانها وأخواتها وجيرانها وقريباتها.

أيها الأحبة! لا أود أن أطيل، أسأل الله جل وعلا أن يجعل أعمالنا وإياكم خالصة لوجهه، كما أسأله أن تكون حياتنا حياة طيبة، كما أسأله سبحانه أن نكون من الذين بارك الله فيهم وجعلهم مباركين أينما كانوا، كما نسأله أن تكون حياتنا طويلة ولو كنا في قبورنا، ولو كنا في لحودنا، اللهم إنا نسألك بركة الأعمال وإن كنا في اللحود، ونسألك القبول والرضا.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.