رجل كان من الفساق المبغضين الكارهين لله، الكارهين للأخيار الطيبين، فلما حضرته الوفاة قال لأخيه: هات لي هذا المصحف الذي على الدولاب، ففرح أخوه وقال: يا الله جاءت خاتمة حسنة لأخي، فأخذ المصحف، وقال: اللهم إني كفرت بكل آية في هذا المصحف، ثم أغلق المصحف وفاضت روحه، أقسم بالله إنها وقعت، انظروا سوء الخاتمة {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}[الأنفال:٢٤].
ما فائدة الكلام في أن الله يحول بين المرء وقلبه بعد أن يستجيبوا، أي: إذا لم تستجيبوا الآن بعد أن أقيمت عليكم الحجة وبلغتكم النذارة فليس بالضرورة أن تستجيبوا في كل وقت {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ}[سبأ:٥٤] تشتهي التوبة، التوبة مفتوحة وقد هيئت لك فرصها ونفحاتها ولكنك أعرضت عنها وما استجبت لله جل وعلا، فتوبوا إلى الله واذكروا الله، فذكر الله دواء، وذكر الناس داء.