للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العقل مناط التكليف]

السؤال

هنا سؤالان قد تكون إجابتهما واحدة: السؤال الأول: ابني لديه إعاقة فكرية متوسطة يطلب مني دائماً اصطحابه لصلاة الجماعة في المسجد، ويصحو عند صلاة الفجر، فهل الصلاة واجبة عليه؟ وهل لي ثواب على دوام اصطحابه للصلاة في الجماعة؟ السؤال الثاني: هل الشخص المتخلف عقلياً شخص محاسب عند الله، وهل المعلم محاسب في تقصيره وعدم جديته في تعليم هذه الفئة أمور الدين؟

الجواب

الذي يعقل فإننا مأمورون أن نكلفه بأوامر الشرع بقدر ما يعقل، من صيام وصلاة وعبادة وكل ما يتعلق بها، ونتبسط معه تماماً، ولله الحمد والمنّة أن هذا الدين هو دين الفطرة، وأن معرفة أساسيات الدين يعرفها الصغير والكبير والعامي والمتعلم والعجوز الهرم والشاب الفتي والمرأة العجوز والفتاة الشابة، فبقدر ما يعقل يلزمنا أن نعلم وأن نأمر وننهى.

أما المتخلف فإن الله عز وجل لا يعذبه لقوله صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون حتى يعقل، والنائم حتى يستيقظ، والصغير حتى يبلغ) فهذه مسألة مهمة جداً، الذي لا يعقل لا يكلفه الله عز وجل، مناط التكليف هو العقل، أما من يعقل فبقدر ما يعقل ينبغي أن نأمره ويتعود على ذلك، مثل الصلاة يمكن أن يتعود عليها ويمكن أن يألفها، وينبغي لك أن تصحبه معك إلى المسجد مادمت تأمن محافظته على طهارته، وتأمن تلويثه للمسجد، وتأمن عدوانه وأنه لا يعتدي على أحداً ولا يؤذي أحد، بل هو في حالة متوسطة كما ذكرت، فمثل هذا يجب عليك أن تصحبه معك إلى المسجد، ولك أجر في اصطحابه، {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه:١٣٢] ولك في هذا أجر بإذن الله.