للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دور جليس السوء]

ختاماً: أيها الشباب انصحوا وذكروا من تعرفون ممن وراءكم من الشباب أن تحذروهم من جلساء السوء، كم من شابٍ كان عابداً فأصبح فاجراً بسبب جليس، كم من شاب كان عفيفاً فأصبح داعراً بسبب جليس، كم من شابٍ كان طاهراً فأصبح مدمناً بسبب جليس، كم من شابٍ كان غيوراً فأصبح ديوثاً بسبب جليس، الله الله تفطنوا والتفتوا وانتبهوا لهؤلاء الجلساء؛ لأن الفساد لا يقع فجأة، لا يوجد شاب يحاكم في الزنا يقول: والله كنت ماشياً ذاك اليوم وقابلتني امرأة فرمت بي أو رميت بها فزنيت بها، لا، إنها خطوات أولها: الجليس، أو النظرة أو السهام التي يقذفها الشيطان لتقرب إلى هذه المعصية، ولذلك قال الله عز وجل: {لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [النور:٢١] فقبل الزنا نظرة وابتسامة، كما قال الشاعر:

خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء

نظرةٌ فابتسامة فسلامٌ فكلام فموعد فلقاء

أيها الشاب: قل لمن تعرف من هؤلاء الشباب الضالين عودوا إلى الله عز وجل قبل أن يفيق الواحد ويقول: {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً} [الفرقان:٢٨] قبل أن يقول {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً} [الفرقان:٢٧].

{يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً} [الفرقان:٢٨ - ٢٩] إن أخطر ما على الشباب اليوم رفقاؤهم الذين يزينون لهم المعصية ولا حول ولا قوة إلا بالله.

واختر من الأصحاب كل مرشد إن القرين بالقرين يقتدي

إذا ما صحبت القوم فاصحب خيارهم ولا تصحب الأرداء فتردى مع الردي

أود أن نكمل هذه المحاضرة حتى لا أطيل عليكم في مناسبة أخرى، عسى الله أن يجعلها قريبةً بمنٍ منه وكرم، ونجعل ما بقي من الوقت للأسئلة وصلى الله وسلم على نبينا محمد.