أما القسم الثاني من الشباب: فشابٌ مسكينٌ مسكينٌ مسكينٌ، ضعيفٌ في عقيدته، متهورٌ في سلوكه، مغرورٌ بنفسه، منغمرٌ في رذيلته، لا يقبل الحق من غيره، ولا يمتنع عن باطل في نفسه، أنانيٌ في تصرفاته، لا أثر في سلوكه، عنيدٌ، لا يلين للحق، ولا يقلع عن الباطل، لا تنفع فيه المواعظ، ولا ينزجر بالنصائح، لا يبالي بما ضيع من حق الله، أو حقوق الآدميين، فوضويٌ فاقد الاتزان في تفكيره وفي سلوكه، وفاقد الاتزان في جميع تصرفاته، معجبٌ برأيه، كأنما الحق على لسانه، وربما رأى أنه معصومٌ من الزلل، وأما غيره فعرضة للخطأ ما دام مخالفاً لما يراه فذاك شابٌ مسكينٌ ناكبٌ عن الصراط، ناكبٌ عن كل خلق حميد، ولكنه قد زين له الشيطان سوء عمله فرآه حسناً، فهو من الأخسرين أعمالاً:{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}[الكهف:١٠٤].
يقضى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسناً ما ليس بالحسنِ
فمثل هذا الشاب شؤمٌ على نفسه، ونكبةٌ على مجتمعه، وبليةٌ على أمته، يجر بيته ويجر من حوله إلى أسفل سافلين، ويحول بينهم وبين العزة والكرامة، مثل ذلك الشاب الذي أصر وكابر ومضى واستمر وعاند على المعصية جرثومةٌ وبيئة قتالة صعبة العلاج إلا أن يشاء الله، والله على كل شيء قدير.