للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خطورة تهجير أطفال المسلمين من البوسنة]

أيها الأحبة: إن خطورة تهجير أطفال المسلمين إلى خارج البوسنة أو بعيداً عنها ليتربوا في أي أرضٍ أوروبية تحت عناية ورعاية النصارى إنما هو أمرٌ خطير ويكفي أن تعلموا خطورة هذا، إن واحداً من حكام القارة الخضراء، إن واحداً من حكام أفريقيا كان طفلاً صغيراً منحدراً من أسرةٍ مسلمة غاية ما هنالك أنه ذُهب به إلى فرنسا، وتربى هناك صغيراً وعاد إلى بلاده حاكماً نصرانياً يذيق المسلمين ألوان القتل والعذاب.

القضية خطيرة، وتشجيع المسلمين على الهجرة ليس من باب كرامة الإنسان، ولا من باب الرعاية الإنسانية، بل هو من باب إخلاء الساحة وتصفية المنطقة، والقضية -أيها الأحبة- زوال الملة، يقول الغرب: لا نريد الإسلاميين من جديد، ولا نريد الإسلام من جديد، ولا نريد الأصولية من جديد، وعجباً لأولئك ماذا رأوا من المسلمين إلا العدل، وماذا نقول غير التسامح، وماذا أنتج وجود المسلمين هناك، وفتحهم البلاد إلا خلاص الغرب من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الأديان إلى سعة الإسلام، ومن جور المذاهب إلى عدل الحنيفية.

أيها الأحبة: في أوروبا خمسة عشر مليون مسلم، وهذا العدد الكبير لو نفخنا فيه روح العزة وأعدنا إليه روح الجهاد ومددنا له سبل الدعم لتحول هؤلاء إلى قوةٍ تنكس أعلام الغرب، وتجعل كل ما يملك تحت قدرات المسلمين؛ لأننا بهذا ندعو أقواماً يريدون الموت لمواجهة أناسٍ يشتهون الحياة، وصدق الله العظيم: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ} [البقرة:٩٦] الغرب يموت في حب الدنيا، يتفانون في حب الدنيا، وأما نحن فنخاطب أقواماً نريد أن نبعث فيهم العزة، عزة الجهاد من جديد؛ لأن ترك الجهاد ذلة، وما ترك قومٌ الجهاد إلا ذلوا، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا رضيتم بالزرع، وتبايعتم بالعينة، وتبعتم أذناب البقر؛ سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى تراجعوا دينكم) يعني: الجهاد في سبيل الله، فترك الجهاد ذلة، والأخذ بالجهاد عزة، ويوم أن نقول هذا الكلام لا تظنوا أنَّا ننتظر غداً أو بعد أسبوع أن ينفجر الوضع في أوروبا عامة، لكن هذه بذرة وعندكم بذور، وعند غيركم شتلات وفسائل عديدة لكي تورق شجرة الجهاد في قلب أوروبا، ووعد النبي حق، ولتفتحن روما بإذن الله.

نسأل الله أن يقر أعيننا وأن تكتحل بقتل اليهود في فلسطين، وعودة المسجد الأقصى إلى المسلمين، وسقوط روما وما حولها وكل بلاد الغرب تحت سلطان المسلمين.