للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أثر الدعاء في صد العدوان]

كذلك أيها الأحبة: كما قلنا، بهذا الدعاء الذي هو أعظم سلاحٍ نزلنا به هذه المعركة دفع الله أنواع البلاء، وأنتم ترون كم أسقط على المملكة من صاروخ أسكود، صاروخ يسقط في طريق الخدمة فلا ينحرف يميناً لكي يهدم الأسواق والمباني والمحلات التجارية، ولا يسقط يساراً فيقع في الخط الدائري فتحصل الحوادث المرورية، وصاروخ آخر يقع في شارعٍ في أحد الأحياء لا ينحرف يميناً فيصيب مبنى ولا ينحرف يساراً فيصيب بناية، وصاروخ آخر يسقط على بناية بطريقة قوسية أو وترية، حتى تكون الأنقاض محتوية داخل البناء، ولو ضرب من جهة لمال على الأخرى، ولو ضرب من أخرى لمال على التي تليها، حتى تكون الإصابة أقل ما تكون، ويوم أن سقط صاروخ أسكود آخر مات فيه ثمانية وعشرون قتيلاً وحوالي تسعين جريحاً، نحن لا نقول هذا شماتة، ولا نقول هذا فرحاً، وإنما نقول: اعتبروا، فإن هذا الدين وهذا التوحيد وهذا الدعاء، هو الذي جعل هذه الصواريخ تحملها الملائكة يمنة ويسرة حتى تقع بها في موقعٍ بعيدٍ عنا: {قُلْ مَنْ يَكْلَأُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ} [الأنبياء:٤٢] {وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً} [الأنعام:٦١] {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ} [الانفطار:١٠] هذه آياتٌ قرآنية وجدناها آيات واقعية فعلية وعملية، وانظروا كم سقط على أبناء القردة اليهود من الصواريخ، انظروا كم سقط عليهم من الصواريخ، وماذا أحدثت ودمرت في أرضهم وبلادهم، ما الفرق؟ هل الصاروخ الذي أطلق على اليهود صاروخٌ يختلف عن الذي أطلق على المسلمين؟ بل والله كانت أشد الصواريخ فتكاً تلك التي أطلقت علينا؛ لأنها أبعد مسافة وحملت بوقودٍ أكثر، ومع ذلك فإن الله دفع البلاء بمنه وفضله ولله الحمد والمنة.