للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شغل الأوقات بمتابعة الأخبار]

السؤال

البعض من الناس يشغلون وقتهم كله بتتبع الأخبار والصحف، وقد تشغلهم عن الصلاة أو تؤخرهم عنها، فنرجو من فضيلتكم التذكير بأهمية الصلاة والدعاء، حيث أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة؟

الجواب

أولئك قد يصدق عليهم شيء من قول الله جل وعلا: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء:٨٣] والله كل هؤلاء الذين اشتروا الراديوهات، وكل الذين سمعوا الأخبار وكل الذين تابعوا التحليلات ما قدموا خطوة ولا أخروا خطوة، لكن استفاد أصحاب الراديوهات، لأن أولئك تعلقوا كثيراً بالتصريحات، ماذا يقول فلان؟ مبادرة خافير بيريز ديكويلار هل تمت أم لا؟ هل نفعت أم لم تنفع؟ قمة بوش وجورباتشوف هل أصلحت شيئاً أم لم تصلح؟ والناس ينتظرون النتيجة أن تحل بأيدي البشر؛ لا والله {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ} [المائدة:٥٢].

فيا إخواني: بدلاً من أن نصرف في شراء الراديوهات هذه الأموال نتصدق بها؛ لأن الصدقة ترفع البلاء، وتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء، وحاجتنا إلى أوقات ضيعناها، لندن تمدد ساعتين إضافي، ومونت كارلو تمدد، وحاجتنا والله ولو لجزء من هذا الوقت حاجة ضرورية في أن نصرفه في الدعاء والتضرع إلى الله جل وعلا.

إلى الماء يسعى من يغص بلقمة إلى أين يسعى من يغص بماء

والله مصيبة الأمة في هذه الضلالة والجهالة، وإذا لم تتوجه الأمة إلى الله وتبادر بالفزع والضراعة إلى الله فمتى تبادر ومتى تتوجه إلى الله؟!