للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم اللعب بالبلوت]

السؤال

يقول السائل: فضيلة الشيخ، أما بعد: فأنا أحبك في الله، وأخبرك بأني شاب مغرم بلعبة البلوت، فما حكم لعبة البلوت؟ وما نصيحتك لي بذلك؟

الجواب

والله يا إخوان الناس في هذا الزمان فتنوا بما ضيع أوقاتهم، البلوت هذه فتنة، فلم السهرة فتنة، القهاوي هذه فتنة (وكفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول) البلوت تفتتح بحمد الله والصلاة على نبيه؟ أجيبوني -يا إخوان- نعم أو لا؟ لا والله.

ألبلوت فيها تسبيح وتهليل؟ لا.

لا، البلوت فيها حسنات؟ لا، هل هي حق أم باطل؟ {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ} [يونس:٣٢].

كأن الإنسان إذا لم يلعب بلوتاً يريد أن يقطع الأبهر، وشريانه الأكبر في قلبه، سبحان الله العلي العظيم! هل لهذا خلقت؟ (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه) يا عبد الله! فلان بن فلان -يوم القيامة- أين أمضيت وقتك؟ يا رب! غلبناهم في البلوت خمسين مرة، أهذا جواب يقال لله؟! أهذا عمل يقابل به الله يوم القيامة؟! والله إن الإنسان ليستحي أن يلقى ربه بخزي من الأعمال، وندامة في خلقه ونفسه إذا قابل ربه بهذا العمل.

طول النهار عبادة ولم يبق إلا هذا الوقت لكي يقضيه في البلوت؟!!! (حشفاً وسوء كيلة) طول النهار والإنسان في غفلة وفي بلوت يجعله متأخراً عن صلاة الفجر، زوجته المسكينة تتقلب في فراشها، كلما سمعت الباب قالت: وصل ما وصل؛ مصيبة! يأتي الصباح فتقول: قم اذهب بأولادك المدرسة، فيقول: سهران.

أين سهران، أكنت تتهجد؟! لا.

في البلوت.

هذا الطفل يحتاج مراجعة المستشفى.

سهران.

أين سهران؟! في البلوت.

هذا الأمر في المنزل يحتاج إلى إصلاح.

دعوه ينام؛ لأنه أمس ساهر في البلوت.

هذا لا يرضي الله جل وعلا.

يا إخوان! الكلام في البلوت وفي كثير من التوافه التي وقع فيها كثير من الشباب، والله ليس البحث في جزئية البلوت، وإنما البحث في هذا القلب، هل استعبد القلب لله أم لا؟ هل عبد القلب لله أم لا؟ هل وظفت الجوارح في مرضاة الله أم لا؟ ثم بعد ذلك الكلام في البلوت فرع عن هذا، إذا صلح القلب وسلم وانقادت الجوارح لطاعة الله، لن يوجد عندك وقت لهذا البلوت وغيره، الواجبات أكثر من الأوقات، لكن لأن القلب سقيم، وجدت فجوات ودكاكين مفتوحة في القلب وفارغة، فلا عجب أن يدخلها الشيطان وأن تسكنها الأهواء والفتن.

أما إذا امتلأ القلب بطاعة الله، فلا مكان لمعصية الله، إذا امتلأ الكأس بماء عذب زلال، فلا مكان لأن نضيف عليه ماءً أجاجاً ملحاً، لكن إذا كان القلب فارغاً، ضع في القلب بلوتاً وسهراً وشيشةً، وضع كل ما يتعاطاه الناس ويتداولونه في هذا الزمان، ولا حول ولا قوة إلا بالله!