للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دعوة للرجوع إلى طاعة الوالدين]

رأى رجلٌ ابن عمر، وكان ذلك الرجل يحمل أمه على ظهره يطوف بها عند البيت، فقال: [يا ابن عمر! أتراني قد جازيتها حقها؟ فقال: لا.

ولا بطلقةٍ من طلقات مخاضها].

إذاً فيا عباد الله! حق الوالدين عظيم، أمَا آن لشبابٍ قد آذوا آباءهم وقطعوهم لعروض من الدنيا حقيرة، ولأنواع من المال يسيرة قطعوا آباءهم، وهجروا بيوتهم، وشبوا نار الفتنة والفراق بينهم وبين آبائهم، أمَا آن لهم أن يتوبوا؟ أمَا آن لهم أن يئوبوا؟ أمَا يخشون الله حق خشيته؟ والله لو مات الوالد لندم الولد غاية الندم، ولن ينقطع ندمه إلى أن يموت، ولو مات الولد لتذكر أول ما يتذكر عند سكرات موته، هل يموت ووالداه قد رضيا عنه أم لا؟ إن ذلك لأمرٌ خطير، إنه لأمرٌ عظيم ألا وهو العقوق يا عباد الله! فانتبهوا لعظم جزائه وخطر عقوبته، فاتقوا الله في الوالدين، وأحسنوا إكرامهما، وأحسنوا صحبتهما وإن كانا قد توفيا فأكثروا من الدعاء لهما، والصدقة عنهما، فإنه: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: من ولدٍ صالحٍ يدعو له، أو صدقةٍ جارية، أو علمٍ ينتفع به) إذاً فاجتهدوا في ذلك يا عباد الله.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الدين، وأبطل كيد الزنادقة والملحدين، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، واجزهم عنا خير الجزاء، اللهم من كان منهم حياً فمتعه بالصحة والسعادة والعافية على طاعتك، ومن كان منهم ميتاً اللهم فنوِّر ضريحه، ووسع له قبره مد بصره، وافتح له أبواباً إلى الجنة، واجعلهم شفعاء لنا، واجعلنا شفعاء لهم، واجمعنا بهم في دار كرامتك يا رب العالمين، يا واسع الرحمة والمغفرة! اللهم عليك بالإيرانيين الفرس الشيعيين، اللهم أحصهم عدداً، وأهلكهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً، اللهم إن زرع باطلهم قد نمى وترعرع، اللهم فهيئ لهم يداً من الحق حاصدة تحصد زروعهم، وتميت ضروعهم، وتحصد شرورهم وتنزل بهم عذابك، اللهم أنزل بهم سوط عذابك، اللهم لا ترفع يد نقمتك عليهم بقدرتك وجبروتك يا رب العالمين! اللهم من أراد ولاة أمرنا بفتنة، وشبابنا بضلال، ونساءنا بتبرجٍ وسفورٍ واختلاطٍ في التعليم، واختلاطٍ في الوظائف، اللهم فأهلكه عياناً بياناً، اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك، اللهم أرنا فيه يوماً أسود كيوم فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف، وأسوأ من ذلك يا جبار السماوات والأرض! اللهم إنا نصبح ونمسي منك في عافيةٍ وأمنٍ وسترٍ ورزقٍ في الأموال والخيرات، وبركاتٍ في الأموال والذريات، اللهم من أراد التغيير علينا بتغيير ما نحن فيه، اللهم فغير عليه وحده، اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك، ولا تعم بذنبه وشؤم ذنبه عامة المسلمين بمنك ورحمتك يا رب العالمين! اللهم وفق إمام المسلمين، اللهم أصلح إمام المسلمين، اللهم انصر وأعز وارفع إمام المؤمنين المسلمين، اللهم انصره وإخوانه وأعوانه، وارزقه البطانة الصالحة، وسخِّر له ولنا ملائكة السماء برحمتك، وجنود الأرضين بقدرتك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين! اللهم لا تدع لأحدنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا حيران إلا دللته، ولا غائباً إلا رددته، ولا باغياً إلا قطعته، ولا أسيراً إلا فككته، ولا أيماً إلا زوجته، ولا عقيماً إلا ذريةً صالحةً وهبته، بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، وارحم تضرعنا، اللهم أغثنا غيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً سحاً غدقاً طبقاً مجللاً نافعاً غير ضار، اللهم اسق العباد والبهائم والبلاد، اللهم إن بالمسلمين من الجهد والنصب والتعب واللأواء والمشقة ما لا يعلمه إلا أنت فارفع ذلك عنا وعنهم، بغيثك ورحمتك وواسع رزقك وكرمك يا رب العالمين! إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على نبيك محمد صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارض اللهم عن صاحب نبيك على التحقيق أمير المؤمنين أبي بكر الصديق، وارض اللهم عن الإمام الأواب شهيد المحراب عمر بن الخطاب، وارض اللهم عن مجهز جيش العسرة بأنفس الأثمان عثمان بن عفان، وعن فتى الفتيان، ليث بني غالب، علي بن أبي طالب، وعن بقية العشرة وأهل الشجرة، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين! إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.