للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دور العلماء عند المحن]

ومن الدروس والفوائد: أن للعلماء -أمد الله في عمرهم، وبارك في أوقاتهم، وحفظهم بحفظه وعنايته- أن للعلماء دوراً عظيماً في شرعية القتال، وبيان ما يكون من القتال جهاداً، والله إنه موقفٌ لن ينساه التاريخ أبداً لعلماء المملكة وعلى رأسهم سماحة الشيخ ابن باز، الذي وضح ذلك الضلع الخطير من هذه القضية الذي يتعلق بالجهاد في سبيل الله جل وعلا، وهذا دليل على دقة الوعي ودقة الفهم، لا كما يقول بعض السذج: علماؤنا لا يفقهون في السياسة شيئاً من الذي يفقه في السياسة إذاً؟ الذي لم يعرف الالتزام إلا من خمس سنوات أو عشر سنوات؟ شابوا في الإسلام وشبوا ونشئوا وكبروا عليه ولا يعرفون في السياسة قليلاً ولا كثيرا؟! لقد برز دور العلماء في هذه المرحلة، وحصل ما حصل، خاصة بوجود القوات الأجنبية، ومع ذلك كان رأيهم واضحاً بفضل الله جل وعلا، واطمأنت الأمة إلى رأيهم، وعرفت صواب رأيهم، ومصداقية تفكيرهم، وعرفوا أنهم هم أرباب السياسة، وهم دهاقينها وهم أساتذتها، كما يقول الشيخ الدوسري رحمه الله، أسأل الله أن يملأ قبره روضة وريحاناً: (لا إله إلا الله) من لامها إلى هائها سياسة.