للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحث على العمل لدين الإسلام]

فيا عباد الله! انظروا تعداد المسلمين ثم أخرجوا من هذا التعداد أولئك الذين هم على دينٍ صحيح، ثم أخرجوا من أولئك من الذين يعملون ويدعون إلى الله جل وعلا، تجدون أولئك ثلة وقلة ومجموعة يسيرة في واقع العالم الإسلامي، وإذا ما نظرنا إلى تعداد هذه الطائفة القليلة في مقابل جهود أعداء الإسلام، وتعداد مبشريهم ومنصريهم وما ينفقون من أموال ليصدوا المسلمين عن دينهم لوجدتم أن البون شاسع، والفرق واسع، والهوة ساحقة بين أولئك وأولئك، لكن الله جل وعلا بين أن الفجار ينفقون الأموال فتكون عليهم حسرة ثم يغلبون بما أنفقوا من أموالهم ومأواهم جهنم يحشرون إليها وبئس المصير.

أما أولئك المؤمنون فمع إخلاصهم وبتوفيق الله لهم يوفقهم الله جل وعلا إلى ما يسرهم وينفعهم ويمكن لهم الغلبة، إن يكن منكم مائة يغلبوا مائتين، فالله جل وعلا قد جعل ميزان القوة ليس بالعدد ولا بالتعداد ولكنه بما يكمن في قلوب الرجال من الإخلاص لله والولاء لدينه ولكتابه ولسنة نبيه، والإخلاص لأئمة المسلمين وعامتهم.

فيا عباد الله! بعد هذا كله ليسأل كل واحدٍ منكم نفسه: هل أنت منتسبٌ إلى الإسلام؟ لا شك بأن

الجواب

نعم، إذا كنت منتسباً حقاً فماذا قدمت للإسلام؟ وماذا حقق الله على يديك لدين الله؟ إن كل واحدٍ منكم لمسئول فيما قدم للإسلام وأين موقعه من الإسلام؟ موقعنا: أن وجدت في أرض مسلمة ثم تقلبت في أنواع الأكل والشراب والمسكن واللباس ثم انتهت حياتك وانقضى الأمر بعد مماتك، ثم فارقت الدنيا كمن لا يعرف له شيء، ولم تذكر له منقبة، ولم يشهد التاريخ ولم تشهد الأرض ولم تشهد الناس له بفعلٍ يشهد له به عند الله، أو يشهد له به في خدمة الإسلام والمسلمين.

أيها الأحبة! قد يقول البعض: وما حيلة العاجز؟ وماذا نفعل ونحن لا نقدر؟ الجواب مراراً وتكراراً تسمعونه في الإذاعات وفي المجلات وفي الخطب والندوات، أن كل واحدٍ يقدر على أن يبذل لدينه مهما كان بذله قليلاً أو يسيراً، وبالمناسبة فإن الحديث يجر إلى أولئك الذين ينطلقون قرب الإجازة الصيفية في جولاتٍ وسياحاتٍ وانتقال وسفر، كل واحدٍ منا ومن أولئك ملزمٌ ومسئولٌ أن يجعل في طريقه وفي ذهابه وإيابه وفي حله وسفره وترحاله، مسئولٌ أن يقدم وأن يبذل شيئاً للإسلام والمسلمين.