للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سبيل النجاة من الفتن]

أيها الأحبة! الفتنة متهيئة للنفوس، النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن نستعيذ بالله من فتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجال، يقول البعض: أنا لو يخرج المسيح الدجال الآن عرفته ولا أصدقه، والله لو خرج المسيح الدجال ليتبعنه أقوام كنا نظنهم من الصالحين، نسأل الله أن يثبتنا وألا يفتننا.

أضرب لكم أمثلة، رجل يقال أنه يداوي، يجعل طلاسماً وأوراقاً وأشياء، تجد الناس طوابير على بيته، يفتن الناس بالشعوذة، ويقبلون والعياذ بالله أموراً تخالف التوحيد، وتنافي كمال التوحيد، حبهم في العافية، وما جعل الله عند المشعوذين عافية، يجعلهم يفتتنون، ولا تثبت دعوى إيمانهم على نار الفتنة؛ فيصدقون بهذه الشعوذة؛ وهذه الأمور الشركية، ويقعون في ذلك ولا يمتثلون.

أنتم تسمعون قصة البئر التي في حائل، هاجر الناس إليها أفواجاً وفئاماً وجماعات منهم من اعتقد بها، ومنهم من ظن أن بها جناً، ومنهم من ظن أن بها شخصاً، وأناس سافروا إلى شخص يدعى فلان بن فلان يداوي الناس، الناس عقولهم -إلا ما رحم ربك- عقول سخيفة، لا أقول سخيفة من باب الاستهتار والاستهزاء، لا، أي: يقال ورقة سخيفة، أي: ضئيلة، يصدقون ويتعلقون بأتفه شيء.

إذا خرج الدجال ومعه من المعجزات كأن يقطع الرجل نصفين ثم يعيده يمشي من جديد، ويقطع رقبة الرجل فيريك الرقبة في مكان والجسم في مكان، ثم يدعوه ويقول: يا فلان! قم، فتقوم الرقبة والرأس إلى الكتف، ويقوم الرجل يمشي، يأتي إلى الخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، الأمر عجيب.

إذاً الناس قد تهيئوا للفتنة، ولا سبيل إلى الحذر من الفتن، إلا بالتمسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عضوا عليه بالنواجذ، عن العرباض بن سارية رضي الله عنه، قال: (وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بلغية ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، قلنا: يا رسول الله! كأنها موعظة مودع فأوصينا قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ) تمسكوا بها (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله).

فتمسك الناس بالكتاب، وتطبيقهم للسنة، وتمحيص دعوى الإيمان عند المرتشين أين هي؟ دعوى الإيمان عند الذين لا يحضرون الجماعة أين هي؟ دعوى الإيمان عند الذين يأكلون الربا أين هي؟ دعوى الإيمان عند أفلام الفيديو الخليعة، أفلام المصائب والعري والكشف أين دعوى الإيمان عندهم؟ دعوى الإيمان عند من يعاقرون الخمور ويحضرون مجالسها أين هي؟ دعوى الإيمان عند من يرابون أين هي؟ دعوى الإيمان عند من يعقون أين هي؟ دعوى الإيمان عند الذين يعادون الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أين هي؟ دعوى الإيمان عند الذين يبغضون الدعاة ويتقربون بسبهم وشتمهم والاستهزاء بهم أين هي؟ يا إخواني! والله إن الإيمان في هذا الزمان يكاد يكون دعوى لا صحة لها؛ لأن أفعال العباد تخالف وتناقض، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.