للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من أسباب الوقوع في المعاصي البعد عن وجهاء القوم وشرفائهم]

أيها الشاب: إن الجفاء والبعد بينك وبين أكابر القوم؛ من آباء وأجداد من ذويك وكبار قومك، وشرفاء عشيرتك، ربما كان سبباً أوقعك في كثير من المعاصي تأمل أولئك الذين يقعون في كثير من المعاصي والشهوات والمنكرات والسيئات؛ تجدهم بعيدين عن مكارم الأخلاق، بعيدين عن شرفاء القوم، بعيدين عن كبار السن، ولو أن الواحد منهم حاول أن يرفع نفسه، ليجعل مجالسه مع الكبار والوجهاء والعلماء والأصفياء والأتقياء والصالحين؛ لوجد في نفسه كرامةً لا يرضى بعدها أن يدنسها بهوان.

إن الإنسان السوي إن الشاب الذي لم تدنسه هذه المعاصي والسيئات، يجد نفسه شفافة، ويجد بياض قلبه أمراً يحرص عليه، يريد ألا تدنسه فاحشة، أما الذي تردد في مخالطة قرناء السوء، فهو كمن يقول: ثوبي كله أسود، أو بقعة سوداء، فلا يضرها ما لطخها، أما الذي يقول عن سيرته: إنها صفحة بيضاء، فإن أدنى قليل يلوثها ويشوهها.

إن الجفاء والبعد بين الشباب وبين كبار السن من وجهاء القوم الصالحين، وكبار العشيرة المؤمنين، والعلماء المتقين، والدعاة المخلصين والصالحين الذين أنعم الله عليهم؛ سبب في جعل الشباب يقعون في حضيض الفاحشة ومستوى الرذيلة، ومستنقع أوحال ما حرم الله جل وعلا.