للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أريد أن أتوب ولكن!]

السؤال

بعض الأسئلة تقول: أريد أن أتوب وألتزم وحاولت كثيراً، ولكن لم أستطع، فكيف أبدأ ذلك يا فضيلة الشيخ؟

الجواب

يا إخوان! أنتم تعرفون أن هناك أمراضاً معدية، فحينما آتي برجل يتماثل إلى الشفاء وأجعله في وسط معد ناقل للجراثيم والميكروبات وغيرها، لا يمكن أن هذا يصلح:

لما رأت أختها بالأمس قد خربت صار الخراب لها أعدى من الجرب

إذا ما صحبت القوم فاصحب خيارهم ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي

يعني: الذي يريد أن يلتزم ويتوب، لا يقول: أنا أريد أن ألتزم ويبقى في وسط جلساء السوء! تريد أن تلتزم، اخرج من هذا الوسط الذي فيه جلساء السوء، واصحب أقواماً كراماً طيبين صالحين؛ سواءًَ بالنشاط المدرسي، بالمكتبة الخيرية، بالمركز الصيفي، في جماعة المسجد، المهم أن يكون لك صحبة طيبة.

أما إذا كان جليسك فاسقاً فكيف تريد أن تصلح؟ فالعقول والطباع تتأثر، الصقور لا تأكل الحب والشعير، لا تأكل إلا اللحم، فالصقر دائماً عيونه في السماء، فإذا رأى طيراً، انقض عليه وأمسك به، ونزل يأكل من لحمه، لكن انظروا إلى الصقر! لو جعلناه يتربى مع دجاج، بعد أيام يصبح ينقر كالدجاج ويأكل الشعير، فما دامت البهائم العجماوات تتأثر بمخالطة بعضها بعضاً وإن كانت اختلفت أصنافها، فما بالك برجل مع رجل؟ شاب مع شاب تريد ألا يتأثر به، فإذا جلس مع الصالحين تأثر واستفاد، وإن جلس مع الطالحين اهتم بالذين يهتمون به كالذي يهتم بالرياضة أو بالطيور والحمام أو بالسيارات وهلم جرا؛ لأن المصاحبة والمخالطة هي التي تؤثر.

أسأل الله لي ولكم التوفيق، والحمد لله رب العالمين.