للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ختاماً متى العودة؟ ومتى الرجوع؟

إلى كل شاب ضيع أيامه وساعاته وأوقاته في معصية الله نقول لك: إن الباب لا زال مفتوحاً، إن الباب لا زال مفتوحاً، ونقول لك قول الله جل وعلا: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً} [الزمر:٥٣] ونقول لكل شباب: هب وافترض جدلاً أنك تمتعت بكل لذة فهل هذا سيدفع عنك الموت؟ هل هذا سيدفع عنك سكرات الموت؟ هل هذا سيجعل لك إضاءة في القبر؟ أو يجعل لك سريراً أو فراشاً ناعماً في اللحد؟ هل هذا سينفعك عند الله يوم الحشر والنشر؟ إن أردت الهداية فأقبل واسمع النصيحة والتزم الموعظة، وعد إلى الله، وإياك أن تكون بهيمة قولها كما قال القائل:

جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت

وسأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت

كيف جئت كيف أبصرت طريقي

لست أدري ولماذا

لست أدري لست أدري

بعضهم تقول له: يا حبيبي لماذا خلقت؟ يقول: أنا داري؟ ما دورك في الحياة؟ والله ما أعرف.

ما غايتك؟ ما هدفك في الحياة؟ يقول: اسأل أبي! هذه مصيبة، شاب يبلغ هذا العمر ولا يزال لاهثاً وراء المجلات والأفلام والمسلسلات والطرقات ولا يعرف هدفه وغايته، هذه مصيبة! شباب أشبه ما يكونون بالأغنام التي تسمن ثم تتجه إلى المسلخ فتنحر وتؤكل، بل إن الأغنام والأبقار نستفيد منها، وأما اللاهثون إن لم يهدهم الله وإن لم يتوبوا ويعودوا إلى الله فأولئك شر على المجتمع.