للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حول القوات الأجنبية]

أيها الأحبة: واستطعنا أخيراً أن نصل إلى هذه الساعات التي اطمأنت فيها القلوب بعد محنة دامت أياماً، نسأل الله ألا يفرح على المسلمين عدواً، وألا يشمت بالمسلمين حاسداً، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، الحمد لله أولاً وآخراً لقد كان استدعاء القوات خيراً اختلفت فيه الأمة، فكان خيراً لدفع أعظم الضررين وأكبر المفسدتين، وقد كانت الحرب خيراً وارتاعت منها الأمة، وكانت الحرب البرية خيراً وارتاعت الأمة {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) [النساء:١٩] {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [البقرة:٢١٦].

وربما كان مكروه النفوس إلى محبوبها سببٌ ما بعده سبب

وأثني وأعقب على كلمتي هذه لما قلت في القوات: إنها خير نعم، حقق الله منها خيراً، ونسأل الله أن يدفع عنا منها الشر، لأنه ما من نفسٍ بشرية إلا وفيها شر، حتى أنتم فيكم شر، والرسول يقول: (ونعوذ بالله من شرور أنفسنا) والسنة جاءت بأن الإنسان يضع يده على ناصية الزوجة يوم أن يبني بها ويقول: (اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلت عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه) فدل على أن الزوجة فيها شر، والله يقول: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ} [التغابن:١٤] ففي المال والولد عداوة، فليس من العقل أن نقول: إن القوات الأجنبية كلها خير، بل فيها خيرٌ وفيها شرٌ، نسأل الله أن يتمم لنا خيرها، وأن يسخر لنا ما فيها من الخير، وأن يدفع عنا ما فيها وما في غيرها من الشر بمنه وكرمه.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم آمنا في دورنا، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اجمع شملنا، اللهم وحد صفنا، اللهم اجمع شملنا وكلمتنا وصفوفنا وأفئدتنا، اللهم اهد ولاة أمرنا، اهد ولاة أمرنا، اهد ولاة أمرنا، اهد ولاة أمرنا، وارزقهم البطانة الصالحة، ولا تفرح بنا ولا بهم عدواً، ولا تشمت بنا ولا بهم حاسداً، ربنا سخر لنا ولهم ملائكة السماء برحمتك، وجنود الأرضين بقدرتك، يا رب العالمين، يا أرحم الرحمين.

اللهم انصر المجاهدين في كل مكان، اللهم انصر المجاهدين في كل مكان، اللهم انصر المجاهدين في كل مكان.