للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليهود تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى

معاشر المسلمين: تظنون أن دولة إسرائيل مجتمعة بقادتها وأحزابها، كلا والله، بل قول الله واقع فيهم: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [الحشر:١٤] فـ حزب العمال على ضيق ومضايقة لهم، وحزب الائتلاف نزاع السلطة قائمٌ بينهم، ومصالحهم واقتصادهم في أمور قريبة إلى حد التدني والانهيار، لشدة ما ينفقونه ويصرفونه على التسلح والسلاح والدفاع، خشية من مواجهة طائفة قليلة لهم في عشية أو ضحاها بصيحات التكبير.

معاشر المسلمين: إن اليهود أمة جبن وخوف وخور وضعف، ولا يضركم أن ما لديهم من الأسلحة متقدم أو متطور، ولا يغركم ما تسنده بهم قوى الضلالة وأمم الكفر مهما كبرت وعظم سلطانها في هذا الوجود، إذ إن الله جل وعلا فوق الجميع، إذ إن الله جل وعلا الذي جعل النار محرقة، وجعل السلاح قاتلاً، وركب هذه القوانين في هذه الأمور التي خلقها وأوجدها قادر على أن يجعل النيران برداً وسلاماً، على أمة صادقة تقاتل اليهود لوجه الله، لا تبتغي إلا إعلاء كلمة الله، وسيادة حكم الله، أو الشهادة في سبيل الله.

إن الله جل وعلا هو الذي خلق هذا الحديد، وأنزل فيه هذا البأس الشديد، فهو قادر على أن يجعل هذه العادة، وعلى أن يجعل هذه السنة تتخلف في حالة من الحالات كرامة لعباد الله الصادقين المجاهدين.